بدت مظاهر استقبال العام الميلادي الجديد 2012 في الميادين الرئيسية ومراكز التسوق الكبرى في العاصمة أنقرة والمدن الرئيسية الكبرى، فضلا عن مدينة اسطنبول الحيوية والتي تكتسب الاحتفالات بها طابعا مميزا . وطغى اللون الابيض على أسطح المباني وفوق الاشجار في أنقرة بعد تساقط الثلوج الاسبوع الماضي، واللون الاحمر الذي تزينت به واجهات المدينة وينظر إليه الكثيرون هنا بأنه مصدر بهجة وتفاؤل بالعام الجديد. واستعدت أنقرة على مدى أسبوع لهذه المناسبة ، وغصت الميادين الكبرى ، بزينات الاضواء على واجهات المباني والمحال التجارية وبينما يكون ميدان /تقسيم/ باسطنبول هو عنوان الاحتفال في مدينة اسطنبول الكبرى ، فأن ميدان /كيزل أي/ بوسط العاصمة التركية يحتضن الليلة احتفالات بالالعاب النارية إيذانا بقدوم العام الجديد. الامر الملفت للنظر، هو زيادة اقبال المواطنين من مختلف الشرائح العمرية رجالا ونساء، على شراء تذاكر اليانصيب التي ترعاها الدولة لدرجة الوقوف في طوابير طويلة أملا في الفوز بورقة رابحة من بائعي التذاكر في الميادين المزدحمة. يأتي هذا رغم دعوة الصحف التركية الاسلامية بعدم الاحتفال بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد لانها ليست "مناسبة إسلامية". بل ناشد مفتي بلدة كشان غرب تركيا تصرفات بعض المسلمين في عيد رأس السنة الميلادية. وأكد المفتي في تصريحات صحفية قبل يومين أنه لا توجد "بثقافتنا الاسلامية الترفيه وشرب النبيذ والاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية" . واستمرت الصحف الاسلامية في انتقاداتها الحادة لعادات شراء وتوزيع الهدايا وتنظيم احتفالات بمناسبة عيد رأس السنة، وطالبت في عناوينها الرئيسية البارزة الاتراك بآداء الصلاة والعبادة بدلا من إقامة الحفلات وتناول الكحول العادة المحرمة بالدين الاسلامي. ومعلوم أن مظاهر الاحتفال بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد تبدو واضحة في المدن التركية الكبرى ولا سيما في ناحية الغرب وتقل تدريجيا بالاتجاه إلى وسط وشرق الاناضول، تمشيا مع التقاليد المحافظة للاسر التركية، وحتى في المدن الكبرى مثل أنقرة تلتف معظم الاسر على وجبة طعام متميزة وتناول الحلوى التركية الشهيرة مع صنع الشاي بالطريقة التركية.