دخلت طيور «الحمام» الباكستانى فى صراع المؤامرات الدولية، لاستخدام أنواع الزاجل منها وأنواع أخرى مدربة فى عمليات التجسس ونقل الأخبار والمعلومات من باكستان إلى الجارة اللدودة الهند والعكس صحيح، ونشطت فى باكستان أخيرًا حملات أمنية على تجار «الحمام» لضبط المئات منها ومصادرتها، لمنع استخدامها فى عمليات التجسس، بعد أن نشطت تجارة هذه الأنواع ودخلت أطراف دولية فى هذه التجارة ومنها دولة قطر، حيث يمتلك أشخاص ينتمون للإمارة القطرية جانباً لا يستهان به من تجارة هذه الأنواع من الحمام فى باكستان، وأعلنت الهند قبل أيام عن ضبطها بعض الطيور المشتبه بها تم إرسالها عبر الحدود الهندية قادمة من باكستان فى مهمة تجسسية، وهو ما اعتبرته الهند دليلاً آخر على أن دسيسة «الجيوسياسية» يمكن أن يشارك بها أى أشخاص من سكان باكستان، خاصة أن تربية الحمام تنتشر على أسطح منازل الباكستانيين، وتدريبها يعد متعة رخيصة وفرارا من النضال اليومى مع الفقر والفساد. وقبل بضعة أسابيع، عندما تزايدت حدة التوتر بين باكستانوالهند والمنافسة الدائمة على كشمير المنطقة الحدودية المتنازع عليها، وخرج متظاهرون من المتمردين الباكستانيين بالسلاح وأحرقوا عدداً من الجنود الهنود حتى الموت فى هجوم ليلى، ففى ضباب الخطاب العدائى بين القوى النووية، تجولت حمامة بيضاء فى الأجواء الهندية، وألقى القبض عليها وهى الآن فى قفص قوات الأمن الهندية حيث عثر فى جسدها على رسائل تجسس ومعلومات، ووفقاً لوكالات الأنباء الهندية، فإن الطائر كان يحمل رسالة تحذير ضد الوزير الهندى «ناريندرا مودى»، كما قالت السلطات الهندية أنهم اكتشفوا أيضاً 150 من الحمام المجفف المحشو داخل سيارة، وبأقدامها حلقات تحمل رسائل بها معلومات، وكانت مهربة إلى الهند. وليس فقط الحمام الذى يتم استخدامه فى التجسس ونقل المعلومات رغم التطور التقنى الحديث لعمليات التجسس، إلا أن الحمام يبقى أقدم الطرق المستمرة حديثاً، بجانب نوع آخر من الطيور يطلق عليه «الحبارى» وهو طائر رمادى منقط معروف فى أفريقيا، وأنواعه مهددة بالانقراض. وقد دخل الحبارى أيضاً السياسية الدولية بين الهندوباكستان وهذه المرة على أيدى أصدقاء باكستان من العائلة المالكة فى قطر والتى غالباً ما تجلب الصقور المدربة لاصطياد الطيور الصغيرة فى الجبال الشمالية والصحارى الجنوبية فى باكستان، وكان الحبارى من أهم أهدافهم لصيده وتدريبه، وهو ما دعا جماعة الدفاع عن الحياة البرية بباكستان إلى الدعوة لحظر صيد الحبارى، وأقامت الجماعة دعوى أمام المحكمة العليا، والتى أيدت طلبها، إلا أن حكومة نواز شريف ناشدت المحكمة إعادة النظر بحجة أن الحظر قد «يؤثر سلباً على العلاقات الدبلوماسية للبلاد مع دول الشرق الأوسط»، ويقصد قطر، حيث يقوم بصيده أشخاص تجلب لباكستان أموالا كثيرة، وأن قطر واحدة من أقرب حلفاء حكومة شريف حيث زار الأمير القطرى الشهر الماضى باكستان لإنقاذ رئيس الوزراء من قضية فساد أمام المحكمة العليا، حيث اتهم معارضون سياسيون نواز شريف بإخفاء أصول أموال فى الخارج منها قطر، وبعد هذه الزيارة، منح نواز شريف العائلة المالكة القطرية تصريحاً خاصاً لمطاردة واصطياد 100 طائر الحبارى فى إقليم خيبر بختون.