أجمع علماء النفس والاجتماع على استغلال الجماعات الإرهابية صغار السن من الشباب بسبب حالة الإحباط والفقر والحرمان العاطفي والتنشئة الاجتماعية السيئة وتجندهم لتنفيذ أغراضها الإجرامية، واصفين الانتحاريين بأنهم أكثر عدوانية ومندفعين وثقافتهم الدينية محدودة، والحالة النفسية الخاصة بهم غير مستقرة. قال الدكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن العوامل التي تساعد الشباب على خوض العمليات الانتحارية هو الشعور بالإحباط والخوف من المستقبل وعدم الشعور بالإنتماء نحو بلده، مشيرًا إلى ان قدرة الجماعات التكفيرية على احتواء الشباب المحبط والسيطرة على أفكاره كبيرة. وأضاف فرويز فى تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن المحرك الأساسي للشباب في هذه المرحلة هو العاطفة وإلغاء عدد كبير منهم للعقل، وبذلك يقع فريسة أمام الجماعات المعادية للبلاد، فتكن البداية بغسيل عقولهم ليتبنوا أفكارهم، قائلًا: "يبدأ افراد تلك الجماعات بالقول المعتاد وهو الجهاد في سبيل الله، وأن ما يقومون به ليس حرامًا بل بالعكس الأمر الذي يملأ قلبهم بالشجاعة نحو العمليات الانتحارية" على حسب قوله. ومن جانبه، أشار الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، إلى أن المخابرات الأجنبية ودولا عربية هي التى تنظم وتمول تلك التنظيمات الارهابية، واصفًا الشخص المؤهل للقيام بالاعمال الانتحارية، بأنه أقل أفراد الجماعة تفكيرًا وأكثرهم عنفًا واندفاعًا، فضلًا عن ثقافته الدينية المحدودة، وادمانه للمخدرات التى تفقد الوعي والتركيز. وأوضح سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الإرهابيين الذين يتم تجنيدهم يكون لديهم خصائص محددة، ومحمود شفيق الذي أتهم بأنه هو مفجر الكنيسة البطرسية، نشأته والبيئة المتطرفة التى تربى فيها هي سبب تكوينه المنحرف. ولفت صادق إلى أن جميع المعلومات التى تم نشرها عنه بالإعلام توضح تأثير البيئة التى ترعرع فيها، وأنه انتقل من كرداسة لصحراء الفيوم وغيرها من الأماكن التى بها اعمال عنف وإرهاب بجانب اتهامه مسبقا في قضية حرز سلاح وهذا يدل على ميوله العدوانية نتيجة تعامله مع جماعات إرهابية تدعو للعنف والتطرف. وتابع أستاذ علم الاجتماع السياسي أن التنظيم الذى انتمى له استطاع أن يلعب في أفكاره منذ الصغر مستغلة سن الطفولة وبه يكون غير مدرك لافعاله بجانب سن الشباب المندفع الذي يمكن أن تغير افكاره وتحولها الي ميول عدوانية. واستكمل حديثه بأن الفقر والحرمان العاطفي والثقافة العشوائية وغياب التنشئة الاجتماعية الصحيحة، فضلاً عن الانعزال والانغلاق عن العالم المحيط كلها عوامل خطيرة تسبب الانحراف، منوهاً بأنه يمكن الحكم على سلوك الفرد من الذين يحيطون به والأفكار التي يتبناها وطريقة حكمه على الأمور.