سادت حالة من الاستياء والحزن بين نواب البرلمان على أثر الحادث الأليم، وطالب النواب بالقصاص السريع للضحايا الأبرياء الذين سقطوا اليوم، داعين لتكاتف المجتمع وراء الدولة وتفويت الفرصة على صناع الفتنة، مؤكدين أن الوحدة الوطنية عبر كل العقود هي أغلي ما امتلكته مصر، وشدد الأعضاء علي أهمية دحر الإرهاب وفضح المؤامرات التي تحاك لمصر كما يعلم المصريون أن هناك من يسعي لإسقاط وطنهم في دوامة من الفوضي لا تنتهي وتحول بين مصر ومعركة البناء التي هي علي رأس أولويات المصريين. حيث نعى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب بمزيد من الحزن والأسى ضحايا الحادث الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية بالعباسية والذي راح ضحيته أبناء أعزاء وهم يتعبدون إلى الله أثناء أدائهم قداس الأحد. وقال «عبدالعال» إن مجلس النواب يؤكد أن مثل هذه الأعمال الآثمة المنافية لكل الأديان السماوية والتي ترتكبها عصبة من المجرمين والإرهابيين المفسدين في الأرض، والتى لم تراع المناسبة الطاهرة التي يحتفل بها المسلمون في كافة بقاع الأرض والتي تذكرنا بأخلاق الرسول الكريم الذي جاء هداية للناس وداعياً للمحبة والسلام واحترام وقدسية دور العبادة، هذه الفئة الضالة لن تفت في عضد الأمة أو نسيجها الوطني بكل فئاته وأطيافه بل سيزيدها تماسكاً وإصراراً على اقتلاع هذا الإرهاب الأسود من جذوره والنيل من هؤلاء القتلة المجرمين الذين يتدثرون بلباس الدين، والدين منهم براء. حفظ الله مصر ودامت فى أمن واستقرار. كما نعى المهندس أحمد السجينى، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، بكل حزن ضحايا الانفجارات الإرهابية، مؤكدا أنها تغيير نوعى فى أنشطة هؤلاء المخربين والتى تعد مؤشرا على عمل ممنهج لبدء نقل الأعمال الإجرامية إلى داخل المدن. جاء ذلك فى تصريحات للمحررين البرلمانيين مؤكدا أنه على الرغم من صعوبة السيطرة الكاملة على مسألة زرع العبوات الغادرة التى يتم تفجيرها بوسائل مختلفة فإننا يجب أن نعترف ونقر أن هناك قصورا وتراخيا أمنيا فى الإجراءات التى تتبع فى الكشف المسبق عن المتفجرات. وأكد «السجينى» أن الجميع يعلم أننا مستهدفون بتلك العمليات الدموية إلا أن الإجراءات التى أراها تتخذ عند دخول المولات التجارية والكنائس والمساجد الكبرى ومناطق تمركز القوات غير كافية وغير علمية. واستنكرت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، الحادث الذى ارتكبته قوى الشر، أمس. وأكدت اللجنة أن الإرهاب لا دين له، وأن مصر التى تتحمل العبء الأكبر فى مواجهة الإرهاب على مستوى العالم تدفع ثمن ذلك من دماء أبرياء لا ذنب لهم ، وأن اختيار يوم المولد النبوى لهذا الحادث الجبان يستهدف إحداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر. وأوضحت أن هذه الحوادث الإرهابية الغادرة لن تزيد المصريين إلا تماسكا وقوة وعزيمة على مواجهة الإرهاب ودحره. وطالبت اللجنة في بيان رسمي بفضح الدول التى تؤوى تلك الجماعات وتمولها. وتابع البيان: إذ تنعى اللجنة ضحايا الحادث الإجرامى الخسيس والذى وراح ضحيته أطفال ونساء وشباب أثناء تواجدهم للصلاة بالكنيسة فإننا نؤكد وقوفنا بجانب أهالى الضحايا، ونؤكد أهمية وقوف الشعب المصرى كله يدا واحدة فى مواجهة هذا الارهاب الذى لن تهدأ مصر إلا باجتثاثه من جذوره. قال النائب الوفدي عمرو أبواليزيد، أمين سر لجنة الإسكان، إن الإرهاب لا دين له، أمس كان التفجير أمام مسجد السلام ثم وقع حادث الكاتدرائية، مؤكدا أننا نواجه الآن حربا اقتصادية وسياسية وإرهابية. وأكد «أبواليزيد» في بيان له أن الشعب المصرى الآن فى مرحلة أكون أو لا أكون، وكلما تجاوزنا مرحلة من المراحل بصعابها، جن جنون الأعداء واشتدت علينا الحرب، ولكننا صامدون ولن نمكنهم من تنفيذ مخططاتهم. وتابع «أبواليزيد»: هم يريدون لنا السقوط واستكمال السيناريو الذى كان معدا لنا، ولكنهم لا يعرفون أن الشعب المصرى يظهر في الأزمات. ولفت «أبواليزيد» إلي أن استهداف الكاتدرائية ليس الغرض منه إيقاع الفتنة بين مسلمى ومسيحيى مصر، فقد تجاوزنا هذه المرحلة وفقدوا فيها الأمل، هم يريدون إشاعة أكبر قدر من البلبلة والفوضى واستهداف الأماكن الحيوية لإحداث أكبر ضجة ممكنة. كما عبرت النائبة مارجريت عازر عضو لجنة حقوق الإنسان عن صدمتها، وأكدت في بيان لها أن الحادث عمل إجرامى وتفجير شيطانى بشع يخالف كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، فهو نابع من جماعات متطرفة وخونة مزروعين بالداخل ومغسولة أدمغتهم بالجهل والتضليل، وأيديهم ملوثة بالدماء. وقالت مارجريت عازر: إن هؤلاء المأجورين الخونة لا دين لهم ولا وطن فى هذا البلد، لأن تعاليم الدين الإسلامى الحنيف تدعو إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها وليس استهدافها بهذا الشكل البشع وزرع وسائل تفجيرية تقتل الأبرياء بداخلها أثناء تعبدهم إلى الله. وطالبت مارجريت عازر فى بيانها بسرعة تنفيذ أحكام الإعدام على كل من تلوثت أيديهم بالدماء وقتلوا الأبرياء والشهداء ، وكذلك الضرب بيد من حديد ضد هؤلاء الخونة أعداء الوطن. وتقدمت «عازر» بخالص تعازيها لأسر الضحايا من الإخوة المسيحيين، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين والجرحى. ووصف المهندس محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب الحادث بالمأساة، متهمًا جماعة الإخوان الإرهابية بالوقوف خلفه. وأكد أن الجميع يعى أن المصريين يواجهون مصيراً واحداً سواء داخل المساجد أو الكنائس وطالب «عامر» بضرورة أن يدعم الشعب جهود الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب من خلال الإبلاغ عن البؤر والتنظيمات الإرهابية وحالات الاشتباه لمن يتوجهون لزرع العبوات الناسفة فى أى مكان حتى يتم توجيه ضربات استباقية للإرهابيين قبل القيام بأعمالهم الإرهابية والإجرامية. أكد النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب أن اختيار يوم الجمعة للتفجير أمام مسجد واختيار يوم الأحد للتفجير أمام كنيسة عمل إرهابي بدعم مخابرات أجنبية، وليس عملا ناتجا عن تنظيمات إرهابية، مطالبًا الدولة باتخاذ إجراءات وقرارات حاسمة لمواجهة الإرهاب. وأوضح وكيل لجنة حقوق الإنسان، أنه على الدولة فرض حالة الطوارئ كما فعلت فرنسا بعد الحادث الإرهابي الأخير لديها، وعليها اتخاذ قرارات استثنائية ومحاكمة الإرهابيين أمام المحاكم العسكرية، مشيرًا إلى أن الإرهاب لا دين له ولابد من التكاتف للقضاء عليه. وقال الغول: يوما بعد يوم يمر ويسقط المزيد من الشهداء هم زهرة شباب هذا الوطن ونحن نشجب ونستنكر ونملأ الدنيا صياحا، ونعود بعدها كل إلي حال سبيله، مضيفًا « أسر الشهداء تعيش ألم الفراق وقسوة الحدث، رغم بجاحة المسئول عن الغدر وإعلانه عن نفسه وانتمائه إلي جماعة الإخوان الإرهابية». وطالب «وكيل لجنة حقوق الإنسان» الحكومة المصرية، بالتحفظ علي أموال الإرهابية داخل وخارج مصر تمهيدا للقصاص بالقانون جنائيا وماديا منهم وتعويض أسر الضحايا، مؤكدًا أن المجد للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن.
