تسبب اختفاء ألبان الأطفال المدعمة بالصيدليات وارتفاع أسعارها فى حدوث أزمة كبيرة وإصابة المواطنين بحالة من القلق والخوف على حياة أطفالهم المهددة بالموت. صرخات غضب واستياء أطلقها عدد كبير من الأمهات والآباء ممن اكتووا بنيران قرار وزير الصحة الأخير، بشأن منع صرف ألبان الأطفال المدعمة بالصيدليات، ولم يجد إلا شراء رب الأسرة اللبن الحر المستورد من الصيدليات، بأسعار تراوحت ما بين 70 جنيهاً وحتى 100 جنيه، وهنا، نحن أمام آراء مختلفة، فوزارة الصحة تؤكد أن اللبن متوافر بجميع مراكز الأمومة والطفولة، ويتم صرفه وفقاً للقواعد، فيما تؤكد الصيدليات أن الكميات التى تصل إليها محدودة للغاية، ولا تكفى سوى رضيع واحد أما رب الأسرة فكان له رأى آخر، يعكس معاناته فى توفير اللبن. «الوفد» تفتح ملف اختفاء الألبان المدعمة وارتفاع أسعارها بالصيدليات. وفى الإسكندرية، يقول صلاح محمود، موظف، أنا أب لطفلين يلزم لكل منهما عبوتا لبن صناعى فى الأسبوع وللأسف زوجتى حالتها الصحية لا تسمح بالرضاعة الطبيعية لذلك نلجأ إلى الصناعى ولأننى لم أستطع الحصول على اللبن المدعم بسبب أننى لم أجده بالصيدليات ويكون رد الطبيب الصيدلى الكمية محددة وانتهت فور وصولها، لذلك نضطر لشراء اللبن التجارى وسعره كان يبدأ من 65 جنيهاً، وبعد ارتفاع الأسعار أصبح 100 جنيه بالله عليكم كيف يعقل لموظف بسيط مثلى أن يقوم بشراء عبوتين لبن فقط للطفلين ب600 جنيه فى الأسبوع، وهل يعقل يا سيادة المسئولين أن راتبى يكفى لهذا مع زيادة الأسعار فى كل السلع الغذائية كل يوم، أين المسئولون فيما يحدث وأين الألبان المدعمة التى يتحدثون عنها فى وسائل الإعلام ونحن كل يوم أطفالنا تتعرض حياتها للخطر بسبب عدم تواجد الألبان وارتفاع سعرها، أطفالنا يموتون كل يوم من الجوع والمسئولين يجلسون فى التكييف يضربون بآهات المواطنين عرض الحائط. ويقول محمد محمود، موظف: منذ أن رزقنى الله بتوأم فى يوليو الماضى، حيث وجهنى الأطباء للاستعانة باللبن الصناعى لإرضاعهما لعدم استطاعة الأم إشباعهما من خلال الرضاعة الطبيعية، وبالفعل توجهت إلى مكتب الرعاية التابع لوزارة الصحة، مقدماً طلباً مشفوعاً بشهادات الميلاد، إلا أن مسئولة مكتب الرعاية لم تعتمد إلا طفلاً واحداً منهما، متعللة بأن الطفل الآخر يمكن إرضاعه طبيعياً. وقالت نعمة السيد، ربة منزل: تداينت لشراء الحليب المستورد وسد جوع طفلى، الحكومة تشاهدنا نعانى من أزمة عدم وجود اللبن المدعم واختفاء الألبان بالصيدليات كما ارتفع سعرها إلى 100 جنيه وأنا بدون عمل ثابت كيف يعقل أن أستطيع شراء عبوة ثمنها 100 جنيه؟ لذلك اقترض من الناس وفى النهاية أتسول من أجل شراء عبوة لبن. وتقول الحاجة سعاد عبدالسميع «55 سنة» كل يوم أحضر لمكاتب الصحة أجلس أمامها فى الطابور للحصول على اللبن المدعم لأطفال بنتى التوأم لأنها مريضة لم تستطع أن تحضر وتقف فى هذا الطابور ورغم كل هذه المعاناة لم أحصل إلا على عبوة واحدة للتوأمين وعندما أطالبهم بعبوة أخرى للطفل الثانى يكون الرد: احمدِ ربنا إنك وجدتى عبوة، وبنتى مطلقة وزوجها لم ينفق عليها وأنا اللى انفق عليها من معاشى هى وطفليها التوأم ومعاشي لم يتعد 500 جنيه فلم أستطع أن أشترى لهم من الصيدليات ب100 جنيه بالله عليكم يا مسئولون ماذا أفعل؟ أرمى بنتى وأطفالها والرضع يموتون من الجوع. يقول الدكتور إبراهيم أنسى، وكيل نقابة الصيادلة بالإسكندرية: إن من المتوقع ارتفاع أسعار حليب الأطفال خلال الفترة المقبلة؛ بسبب ارتفاع سعر الدولار وتعويم الجنيه، مؤكداً أن نصيب كل صيدلية من الحليب المدعم كان 12 عبوة من الفئة «1» أسبوعياً، و12 عبوة من الفئة «2» جرى تخفيضها إلى 12 عبوة من كل فئة شهرياً، وفى الأيام الأخيرة منعت العبوات عن الصيدليات نهائياً، كما يشير إلى أن نقابة الصيادلة تقدمت بعدة شكاوى إلى وزارة الصحة تطالبها بوضع الحليب تحت بند التسعيرة الإجبارية، فمن غير الجائز أن يتحكم فى هذه السلعة الحيوية عدد من الشركات، كما أدانت نقابة صيادلة مصر القرارات الكارثية لوزارة الصحة بسحب توزيع ألبان الأطفال المدعمة من الصيدليات العامة، حيث إن بهذا القرار غير المدروس قد أغلق 60 ألف منفذ (صيدلية عامة) لتوزيع الألبان مع العلم أن الصيدلية تقدم هذه الخدمة بدون هامش ربح ولكنها رسالة، كما أصدر الوزير قراراً بتخفيض عدد الألبان المدعمة فى مناقصة هذا العام من 21 مليون عبوة للعام الماضى ليصل إلى 18 مليون عبوة هذا العام. وقال الدكتور أحمد عبدالحميد، طبيب أطفال، إن مصر تعتمد بشكل أساسى على الاستيراد لسد عجز حليب الأطفال وينوه بأن انقطاع الحليب الذى تدعمه الدولة سيؤدى إلى إصابة الأطفال بمختلف أنواع الأمراض، وربما يؤدى إلى الوفاة، وأضاف أن شركات الأدوية رفعت أسعار منتجاتها من الحليب أكثر من ثلاث مرات فى أقل من عامين، فى ظل الغياب الكامل لجميع أجهزة الرقابة والإشراف. وفى سياق متصل، طالب محمد فرج عامر، عضو مجلس النواب، وزارة الصحة بوقف استيراد ألبان الأطفال مؤكداً أن ذلك يجبر مصر على إنفاق الملايين من الدولارات، فى ظل أزمة اقتصادية قوية، وأضاف عامر أن هناك مصنعاً لألبان الأطفال بمدينة العاشر من رمضان، يصدر كل إنتاجه للخارج، ويمكن أن نقوم بشراء لبن الأطفال منه بالعملة المحلية وبسعر أقل، موضحاً أن مصر تستورد 55 مليون عبوة لبن سنوياً. وفى السويس، جاءت الأزمة أقل حدة من بقية المحافظات حيث كشفت جولة «الوفد» توافر عبوات الألبان فى العديد من الصيدليات، إلا أن غالبية الأسر يفضلون شراءها من المستشفيات والوحدات الطبية ومراكز تنظيم الأسرة. وأكدت العديد من السيدات أنهن يتقدمن بالأوراق المطلوبة منهن إلى مراكز تنظيم الأسرة بصحبة مواليدهن والحصول فوراً بعدها على عبوات ألبان الأطفال من صيدليات مراكز تنظيم الأسرة دون عوائق، وأكدت الدكتورة شيماء محمد أحمد، مديرة المركز الرئيسى لتنظيم الأسرة بالسويس، عدم حدوث مشكلة فى حصول السيدات على ألبان الأطفال بالسويس فى أى وقت مضى أو حالى لأمرين الأول وجود قاعدة بيانات للأطفال المواليد المستحقين لعبوات ألبان الأطفال مسجلة على أجهزة الكمبيوتر فى مراكز تنظيم الأسرة وحالات الأطفال المستحقين وعدد عبوات الألبان المستحقة لكل حالة والفترة التى يتم فيها صرفها يتم تدوينها فى تذاكر الكشف الطبى عند حلول موعد صرفها للأطفال المستحقين، والثانى وجود مخزون احتياطى ثلاثة شهور بخلاف ما هو موجود فى صيدليات مستشفيات السويس والوحدات الصحية ومراكز تنظيم الأسرة، ويؤكد الدكتور لطفى عبدالسميع، وكيل وزارة الصحة بالسويس، أن مدينة السويس لم تشهد على الإطلاق أزمة فى عبوات ألبان الأطفال المواليد مع توفرها فى صيدليات جميع مراكز تنظيم الأسرة الموجودة فى مناطق السويس المختلفة ووجود احتياطى فى عبوات ألبان الأطفال فى مخازن صيدليات مديرية الصحة ومستشفيات السويس والوحدات الصحية ومراكز تنظيم الأسرة.