شهدت فعاليات القمة العربية الإفريقية الرابعة، التي تستضيفها مدينة «مالابو» ب غينيا الاستوائية، التي من المقرر أن تنطلق اليوم الأربعاء، إعلان 8 دول عربية انسحابها، بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد الصحراء «جبهة البوليساريو» في أعمال القمة. وجاءت المغرب على رأس الدول الرافضة لحضور «جبهة البوليساريو» أعمال القمة العربية الإفريقية، التي تنطلق تحت عنوان «التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي». وتضامن معها كل من البحرين، السعودية، الإمارات، قطر، اليمن ، سلطنة عمان والصومال، مؤكدين على تأييدهم لموقف المغرب وكل ما يمس سيادتها، وهو الأمر الذي يُنذر بفشل القمة، خاصة في ظل توافد عدد من الرؤساء إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في أعمالها. ترصد «بوابة الوفد» أبرز المعلومات عن «جبهة البوليساريو» وسر عداء المغرب لها: تأسست جبهة البوليساريو في العام 1973، بدعم مالي وعسكري من الجزائر، وتُعرف أيضًا باسم «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب». وقامت الجبهة من أجل إنشاء دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وهو ما ترفضه المغرب من وقتها وحتى الآن، وكان الولي مصطفى السيد الرقيبي، أول من تولى رئاستها، إلا أنه قُتل في 1976، وتولى بعده محمد عبد العزيز، الذي لا يزال رئيسًا ل «البوليساريو» حتى الآن. وبعد إنهاء الاستعمار الأسباني 1975، بدأ النزاع الفعلي والمسلح بين المغرب والبوليساريو، عندما أعلنت الأخيرة في 1976، عن تأسيس «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» من جانب واحد، واعترفت بها بعض الدول ومنهم الجزائر. واستمر النزاع المسلح بين المغرب والبوليساريو حتى العام 1991، عندما تم توقيع اتفاق برعاية الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وفى 1982، اعترفت منظمة الوحدة الأفريقية ومنحتها عضويتها، وعلى إثر ذلك انسحبت المغرب من المنظمة رسميا عام 1984، ويشار إلى أنها تقدمت في سبتمبر الماضي، بطلب للاتحاد الإفريقي للعودة مجددًا بعد غيابها نحو 32 عامًا. وحاول كوفى عنان، الأمين العام السابق للأُمم المتحدة، حل الأزمة بين المغرب والبوليساريو، فاقترح أن يكون لدولة المغرب الثلثان ولدولة البوليساريو الثلث في الصحراء الغربية وهو ما رفضته المغرب. وتُصر المغرب على أحقيتها في الصحراء الغربية، وقدمت بعض الحلول لإنهاء الأزمة، ومنها أن يكون فيها حكم ذاتي موسع لكن تحت سيادتها، وفي المقابل تطالب «البوليساريو» التي بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة. يشار إلى أنه بالرغم من اعتراف بعض الدول بجبهة «البوليساريو» أو «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية»، إلا أنها ليست عضوًا بالأممالمتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.