يواجه أكثر من 800 ألف مريض بالفشل الكلوى أزمة حقيقية بسبب رفع تكلفة جلسة الغسيل الكلوى إلى 400 جنيه رغم تأكيدات وزارة الصحة على انها لن ترفع سعر الجلسة عن 200 جنيه. ويمثل هذا العدد الكبير نسبة 30٪ من إجمالى 2 مليون و600 ألف مريض فشل كلوى ينتظرون الفرج ويحملون أعمارهم على أكفهم. وتقدم النائب الوفدى محمد فؤاد بسؤال للمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، عن موعد اعتماد ميزانية لتغطية دعم جلسات الغسيل الكلوى وما هى التكلفة الحقيقية للجلسة الواحدة. وكان وزير الصحة قد أعلن فى 16 نوفمبر ان الدولة ستتحمل فارق الزيادة فى سعر الغسيل الكلوى التى ارتفعت مؤخراً نتيجة ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية. وأكدت وزارة الصحة والسكان فى بيان رسمى لها امس رفع جلسة الغسيل الكلوى الى 200 جنيه فقط، مؤكدة ان الدولة ستتحمل فارق زيادة الأسعار فى الجلسات من 140 جنيهًا الى 200، بواقع 60 جنيهًا لكل جلسة، بتكلفة إجمالية 600 مليون جنيه، مشيرة الى عدم تحمل المرضى أى مبالغ إضافية من هذه الزيادة، فى نفس الوقت الذى أكدت فيه المراكز الخاصة ان تكلفة الجلسة لا تقل عن 400 جنيه، وتطالب المرضى بدفع فارق الجلسات وهو 260 جنيهاً والا ستمتنع عن الغسيل ووصل الامر الى أن بعض المراكز هددت بإغلاق أبوابها نهاية الشهر الحالى أو لحين نفاد مخزونها من المحاليل والفلاتر. أحد الاطباء المسئولين عن هذه المراكز بكفر طهرمس بالجيزة تحدث بحدة بلهجة تحدى قائلاً «اذا كانت وزارة الصحة شايفة ان تكلفة الجلسة 200 جنيه فقط فى ظل ارتفاع الاسعار الاخير تأخذ هى المرضى فى مستشفياتها وتعالجهم»! وقالت مريضة تابعة للتأمين الصحى ان المركز يجبرهم منذ فترة على دفع 50 جنيهاً فارق السعر المحدد من وزارة الصحة وهو 140جنيهاً وانها وباقى المرضى يضطرون للدفع لأن مسألة الغسيل حياة أو موت ولا تحتمل التأجيل، ومؤخراً طالبهم المركز بدفع 260 جنيهاً فارق الجلسة الواحدة وانها تغسل 3 مرات أسبوعياً ولن تستطيع تدبير هذا المبلغ، وطالبت بنقلها الى عيادة الهرم التابعة للتأمين الصحى. من جانبها، قالت وزارة الصحة فى بيانها أمس، إنه فور وصول خطاب الاعتماد المالى من وزارة المالية، ستقوم الوزارة بمخاطبة مراكز الغسيل الكلوى الخاصة لإبلاغهم رسمياً برفع سعر الجلسة الى 200 جنيه فقط وأن هذا الفارق سيحمل الدولة من 500 إلى 600 مليون جنيه سنوياً هى فارق 60 جنيهاً فى الجلسة الواحدة. وأوضحت الدكتورة ماجدة الطنطاوي، رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي، إن نسبة المرضى الذين تجرى لهم جلسات غسيل كلوى بالمراكز الخاصة تبلغ 30٫5% من إجمالى عدد المرضى على مستوى الجمهورية، أما باقى الحالات التى تبلغ نسبتها 69,5% من إجمالى عدد المرضى، فتجرى لها جلسات الغسيل الكلوى بمستشفيات الوزارة والتأمين الصحى والمراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات التعليمية والجيش والشرطة. وقالت: قامت الوزارة يوم 18 نوفمبر الجارى بتوريد 312 ألفًا و936 فلترًا من مناقصة برلين وتوزيعها على مديريات الشئون الصحية بالمحافظات، بكميات تكفى لمدة 21 يوماً، وذلك بعد انتهاء الكميات الموجودة بالمديريات والمستشفيات التى تكفى أيضاً لمدة 15 يوماً، بما يعنى أن رصيد المديريات والمستشفيات من الفلاتر حالياً يكفى أكثر من شهر ومن المقرر وصول 350 ألف فلتر بعد أيام.