فى تاريخ الغناء المصرى والعربى أصوات ذهبية، بل وملائكية تركت أكبر الأثر فى نفوس الملايين لسنوات طويلة ومازالت باقية بفنها الأصيل، من هؤلاء القيثارة الراحلة ليلى مراد التى يمر اليوم 21 عامًا على رحيلها. صوتها كان من النوع النادر جدًا رقة وعذوبة وشجنًا وملائكية، عمرها الفنى كان 17 عامًا فقط من 1938 إلى 1955 واحتجبت بعد ذلك 40 عامًا حتى وفاتها ومع ذلك ظلت فى وجدان الملايين بعشرات الروائع الغنائية والأفلام التى جمعت بين الغناء والاستعراض والرومانسية. بدأت القيثارة رحلتها الفنية بشكل حقيقى 1938 حينما شاركت الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بطولة فيلم «يحيا الحب» وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا تألقت بعد ذلك فى العديد من الأفلام منها «ليلى بنت مدارس» مع يوسف وهبى و«ليلى فى الظلام» مع حسين صدقى. وبداية من منتصف الأربعينات كونت ثنائياً مع العبقرى أنور وجدى، وتزوجا عام 1947 وقدما معاً أروع الأفلام منها «ليلى بنت الريف» و«قلبى دليلى» و«عنبر» ولا ننسى التحفة السينمائية «غزل البنات» مع عبقرى الكوميديا فى كل العصور نجيب الريحانى عام 1949. وفى العام التالى 1950 تفوقت على نفسها فى أفلام «شاطئ الغرام» مع حسين صدقى، هذا الفيلم الذى يعكس بحق الزمن الجميل، و«رسالة غرام» مع محمد فوزى، وفى عام 1951 قدمت الفيلم الرائع «حبيب الروح» مع أنور وجدى ويوسف وهبى، وواصلت التألق فى أفلام «من القلب للقلب» مع كمال الشناوى و«سيدة القطار» مع يحيى شاهين و«بنت الأكابر» مع أنور وجدى و«الماضى المجهول» مع أحمد سالم، وأخيراً «الحبيب المجهول» مع حسين صدقى 1955 وكان آخر أفلامها. حدث ولا حرج عن أغنيات ليلى مراد، روائع خالدة تصلح لكل زمان ومكان حينما تسمع صوتها تعود على الفور للزمن الجميل وتسترجع أحلى الذكريات مع هذا الصوت الملائكى، روائع لا حصر لها نذكر منها «الحب جميل» و«قلبى دليلى» و«حبيب الروح» وهى حالة فنية رائعة كتبها حسين السيد ولحنها رياض السنباطى، و«كلمنى يا قمر» و«يا مسافر وناسى هواك» و«باحب اتنين سوا» والأغنيات تم تصويرها على شاطئ مرسى مطروح، و«اللى يقدر على قلبى» و«شحات الغرام» و«يا رايحين للنبى الغالى» و«جواب حبيبى» و«من القلب للقلب» و«يلا تعالى» و«انت وانا» و«اضحك كركر» و«سنتين وأنا أحايل فيك» و«أبجد هوز» و«الدنيا غنوة» و«يا أعز من عينى» و«يا مفسرين الأحلام» و«أنا قلبى خالى» وذلك على سبيل المثال وليس الحصر. كما قلنا اعتزلت ليلى مراد عام 1955 كان عمرها فى ذلك الوقت 37 عاماً فقط، وفى حقبة الستينات غنت للإذاعة أغنية رائعة بعنوان «العيش والملح» وفى عام 1978 غنت تتر المسلسل الإذاعى «لست شيطاناً ولا ملاكاً»، وكانت بعنوان «القسمة مش بالإيد ولا النصيب فى الإيد». وأصرت على عدم الظهور اللهم إلا فى أحد التليفزيونات العربية عام 1979 مع الموسيقار الراحل بليغ حمدى. ليلى مراد كانت وستظل حالة فريدة فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، صوت ملائكى استعمر ملايين القلوب.. رحم الله ليلى مراد وزمنها الجميل، وقد رحلت عن دنيانا يوم 21 نوفمبر 1995 عن عمر ناهز 77 عاماً.