كشفت بعثة الآثار التابعة لجامعة بيرمينجهام وجمعية استكشاف مصر العاملة فى جبانة قبة الهوا بغرب أسوان عن الطريق الصاعد المؤدى لمقبرة سارنبوت الأول الذى طال البحث عنه. وقد صرح الدكتور محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الطريق الصاعد الذى تم الكشف عنه مؤخرًا قد غير ملامح المنطقة المعروفة منذ قرون. ووصف السيد هانى أبوالعزم، رئيس الإدارة المركزية لمصر العليا، ذلك الكشف بأنه على قدر كبير من الأهمية وذلك لما سيضيف من معلومات عن منطقة قبة الهوا بغرب أسوان. وأضاف الأستاذ نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان والنوبة بأن هذا الكشف قد حدث بعد وقت قصير من بدء البعثة البريطانية لعملها العلمى بالمنطق فى بداية العام الحالى. ويأتى هذا الكشف فى إطار العمل الأثرى الذى تقوم به البعثة الأثرية بالتعاون مع منطقة أثار أسوان لتطوير منطقة قبة الهوا ومساندة الأعمال التى تقوم بها البعثة الأثرية. وقد أوضح الدكتور مارتن بوماس مدير البعثة الأثرية أنه تم الكشف عن نقش على الجانب الشرق للجدار الشمالى للطريق. وأضاف أن النقش يمثل منظرًا منفذ بطريقة النقش البارز، فيما يعتبر النموذج الجنائزى الوحيد المعروف لهذا النوع من الطراز فى أقصى جنوب البلاد ويعود لبداية عصر الدولة الوسطى. والنقش منفذ على الحجر الرملى الأزرق، وهو مادة للبناء توجد فقط فى منطقة شط السبع رجال بالقرب من كوم أمبو والذى تم استخدامه فى بناء المعبد الجنائزى الخاص بالملك منتوحتب الثانى بالدير البحرى بالاضافة إلى معبد المعبودة سانت على جزيرة الفنتين بأسوان. وقد كشف الحفائر بجانب الطريق الصاعد مباشرة عن أوانى فخارية داخل حفرة. علقت الدكتورة إيمان خليفة متخصصة الفخار بالمشروع على أشكال تلك الأوانى قائلة إنها من نفس النوع الذى عثر عليه بسقارة وأنه كان يستخدم فى حفظ مواد التحنيط خلال فترات لاحقة. كما أوضحت الدكتورة أن الأوانى التى تم الكشف عنها تحمل بقايا واضحة للمواد التى كانت تحملها وأن التحاليل الكيميائية لما بها من بقايا يمكن أن تبيح لنا بأسرار التحنيط فى المستقبل.