أقيم عام 1924 بالطوب اللبن.. واتخذه القنصل البريطانى استراحة «بيت القنصل» أو «بيت المندوب» اسم أطلقه أهالى منطقة كوم أوشيم بالفيوم على المنزل الذى أقامته جامعة «ميتشجن» الأمريكية فى المنطقة لاستخدامه كمقر لأعضائها العاملين فى بعثة أثرية فى أواخر الربع الأول من القرن الماضى واستخدمه بعد ذلك اللور «كرومر» المندوب السامى البريطانى كاستراحة له أثناء قضاء عطلته الأسبوعية فى محافظة الفيوم. حكاية بيت المندوب ترجع إلى عام 1924 عندما قامت جامعة «ميتشجن» الأمريكية بإجراء حفائر وبعثة أثرية فى منطقة كوم أوشيم بالفيوم بتشييد هذا المنزل من الطوب اللبن ليكون مقرا لأعضائها يقيمون فيه أثناء إجراء أعمالهم الأثرية فى المنطقة واستمرت فى استخدامه طيلة عشر سنوات والمنزل تم بناؤه بشكل مستطيل وله سلم من الخارج يوصل لسطح المنزل وله ساحة خارجية أمام الباب الرئيسى وسقفه من الخشب والجريد وبداخله حجرات متداخلة وبعد أن أنهت جامعة «ميتشجن» أعمالها ظل المنزل مهجورًا لسنوات إلى أن جاء اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر واستخدمه استراحة له أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر وكان يقضى اجازاته الأسبوعية فى المنزل وأطلق عليه الأهالى وقتها «بيت المندوب» وبعد انتهاء الاحتلال وطرد الإنجليز من مصر، أصبح المنزل مهجورًا مرة أخرى حتى عام 1970 عندما قامت كلية الآداب جامعة القاهرة بعمل حفائر بالمنطقة واستخدمته كمقر لأعضاء البعثة وأصبح مهجورا للمرة الثالثة إلى أن جاءت بعثة أمريكية هولندية برئاسة فليكا فيندرتش عام 2006، وقامت بترميم المنزل وتأتى البعثة شهرا كل عام تقيم بالمنزل وتتولى أعمال ترميمه. ويحتوى المنزل بداخله على لوحات متعددة توضح تاريخ الحفائر التى تمت بالمنطقة وتاريخ بناء المنزل وأعمال الترميم التى تمت به كما يحتوى على بعض النماذج الأثرية بالإضافة إلى صور للحفائر التى تمت بالمنطقة وصور للورد كرومر مع الحارس الخاص بالمنزل وصور لسيارة اللورد التى كان يستخدمها فى أثناء حضوره لزيارة الفيوم وهناك صورة أخرى طريفة لقيام «حاوى» باستخراج ثعبان من المنزل فى حضور اللورد بالإضافة إلى بعض النماذج الأثرية المستخرجة من منطقة كوم أوشيم. ومؤخرًا ألقت وزارة الآثار الضوء على البيت واستخدمته كمركز للزوار وزاره الدكتور خالد العنانى وزير الآثار مرتين والدكتور جمال سامى محافظ الفيوم أثناء إعادة افتتاح متحف كوم أوشيم بالفيوم أوائل هذا الشهر. وأصبح بيت المندوب من أهم المعالم التى يرتادها زوار المنطقة الأثرية فى كوم أوشيم.