اتسمت احتفالية الساحر محمود عبدالعزير، التى أقيمت على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بالحب، وأثبتت أن الإبداع لا يموت، بل يظل قائمًا يتعلم منه الأجيال، وأن الإخلاص فى العمل ينسج عشقًا خاصًا بين الفنان وجمهوره، وكشفت أيضًا عن عدم وفاء بعض الفنانين الذين تتلمذوا على أيدى «عبدالعزيز»، وغاب عن الاحتفالية نجوم الفن، ليؤكد كل يوم أن الوسط الفنى أصبح هشًا، لا يحمل قيمة إنسانية، بل تربع على عرشه المادة فقط، ونجح الناقد، طارق الشناوى، فى إدارت الاحتفالية، الذى أكد أن الساحر صاحب مدرسة فنية وله جمهور كبير فى الدول العربية، فهو عاشق للشاشة الفضية، والتمثيل عنده حياة، وتذكر «الشناوى» موقفًا طريفًا حدث للساحر أثناء حضورهم مهرجان بالبحرين، حيث عزف المهرجان موسيقى مسلسل «رأفت الهجان»، ولم يعزف السلام الجمهورى تقديرًا لعطاء الفنان لوطنه، ونجاحه فى تجسيد دور «رأفت الهجان». .. وعبّر الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن شكره للمخابرات العامة التى حرصت على حضور جنازة وعزاء الساحر، لكونه إنساناً وطنياً أبدع فى دور «رأفت الهجان»، وأظهر طبيعة عمل المخابرات فى حماية الوطن، وقال إن محافظ القاهرة طلب منه اختيار شارع أو مكان لإطلاق اسم «عبدالعزيز» عليه. .. واستاءت النجمة إلهام شاهين من عدم حضور النجوم لاحتفالية الساحر، وطالبت بتكريم المبدعين فى حياتهم قبل توديعهم للحياة، لأنهم ثروة قومية، ومن حقهم الحصول على كامل حقوقهم، مؤكدة ان محمود عبدالعزيز فنان عبقرى معجون تمثيل، وأنها بدأت حياتها الفنية معه وهى مازالت طالبة، وقدمت معه أفلام «العار» و«البرىء» و«دنيا عبدالجبار» و«سوق المتعة» و«هارمونيكا» و«الجنتل»، وتعلمت منه الالتزام، وكانت إنسانيته بلا حدود، حيث كان حريصاً خلال التصوير علي أن يفطر مع العمال كأنه أسرته، وقالت حتي في خلافاته صاحب أخلاق رفيعة. ** الأنبا بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي، قال محمود عبدالعزيز مازال حياً بيننا، فهو إنسان صادق فى مشاعره، وقال إنه اعتاد تهنئته فى المناسبات. ** الفنان سمير صبرى قال إن الاسكندرية كانت رباطاً قوياً بينه وبين محمود عبدالعزيز، واجتمعا معاً، على حب البحر و«البورى المشوى»، وخلقت البيئة التى نشأ فيها الساحر فنه، جمعني بالساحر محمود عبدالعزيز صداقة امتدت لسنوات طويلة، لافتاً إلى انه سافر معه منذ عدة سنوات إلى باريس عندما شك فى إصابته بسرطان فى المعدة، وأوصاه، عند موته بدفنه فى الاسكندية، وأن يرش قبره بمية البحر، وبعد إجراء العملية وبخفة دمه المعتادة، قال يا «سمير» واضح أن رش المية الملحة على قبرى تم تأجيله، وقررنا أن نتعرف على باريس بلد الثقافة والسحر كما يطلق عليها، وتجولنا فى شوارعها ومتاحفها، وتعلمنا بعض الكلمات الفرنسية، كنا نتحدث بها، ونحن نتجول فى شوارع باريس، وقال «صبرى» أن الساحر معروف بكرمه وطيبة قلبه وجدعنته، وكان متعدد المواهب فبرع فى تقليد الممثلين القدامى. ** وكشف المخرج مجدي أبوعميرة عن سعى «عبدالعزيز» وهو طالب فى كلية زراعة عن عمل، وبعد حضوره ماسبيرو لمشاركته فى احدى البروفات الفنية، وقف على بابه وهو يبكى، الى أن شاهدته الفنانة «نورا»، واشتكي لها حزنه الشديد وعدم أخذ فرصته فى عمل فنى، وسافر للإسكندرية، وبعدها فوجئ بالمخرج نور الدمرداش يطلب منه مشاركته إحدى المسرحيات، التى فتحت له باب دخوله الفن وانطلق بعد ذلك إلى النجومية، ليصبح من أهم الفنانين فى العالم العربى. ** المنتج محسن علم الدين الذراع اليمنى لرمسيس نجيب شاهد على بداية «عبدالعزيز» الفنية، قال إن رمسيس نجيب كان من أشد المعجبين بالساحر، وعمل معه منذ السبعينيات، والصدفة لعبت دوراً كبيراً في علاقتهما عندما كان يبحث «رمسيس» عن بطل بديل لأحد الأفلام، واقترح أحد الاصدقاء الاستعانة بمحمود عبدالعزيز، الذى دخل القلوب من أول مشهد سينمائى، وتدرب على ركوب الخيل وراح مطار ألماظة لمعايشة الضباط وكان يتولى تدريبه اللواء منير ثابت، وكان محل إعجاب ضباط القوات الجوية، وعمل «وادى الذكريات» مع «شادية»، وبعد اتجاهى للإنتاج عملت معه «ياعزيزى كلنا لصوص»، وتميز «عبدالعزيز» بأدائه الرائع والصادق إلي حد بعيد. ** الفنان سامح الصريطى، قال عندما أتحدث عن «محمود» فأنا أتحدث عن عملاق تمثيل ف«رأفت الهجان» جعل «محمود» رمزاً لأنه رفع اسم المناضل المصرى رأفت الهجان، وعلينا أن نتعلم أن قيمته ستظل موجودة بين الناس، وأتمنى أن يتعلم الشباب منه الانتماء. ** سمير سيف: إن معرفتى بمحمود عبدالعزيز بدأت منذ زمن، وقدم نفسه على أنه دارس ماجستير فى الزراعة وبدأت الصداقة وعملنا معاً «المتوحشة»، مع سعاد حسنى، وأشهر مسلسلاته «البشاير» مع مديحة كامل، وأخرجت له فيلم «سوق المتعة» وهذا الفيلم عرض فى مهرجان القاهرة الدولى وحصل على جائزة أحسن ممثل، فهو رجل محب للجميع، والحمد لله اننا لدينا وسيلة لحفظ الأعمال ورؤيتها، حتى يتعرف الشباب على عملاق من عمالقة التمثيل.