خرج الشعب الكوري إلى الشوارع في مليونية غاضبة للمرة الأولى في تاريخ كوريا الجنوبية، مطالبًا رئيسة الجمهورية "بارك كون هيه" بالتنحي عن السلطة في سابقة ديمقراطية لم تشهدها البلاد من قبل، على خلفية الفضيحة السياسية المعروفة ب"تشيه سون شيل" صديقة ومساعدة الرئيسة التي استغلت منصبها، لتعيين صديقتها في منصب بالدولة. نظمت المظاهرات "حركة الشعب الطارئة لإقالة الرئيسة" وهي حركة تحالف بين أكثر من 1500 منظمة مدنية من ضمنها بعض مؤسسات الدولة، وعلى رأسهم طلاب المدارس الثانوية والجامعات والأسر الكورية، حيث تحركت الحشود من أمام المدارس والجامعات والميادين العامة بالعاصمة "سيول" واتجهت إلى طريقها حول منطقة القصر الأزرق (قصر الرئاسة) بميدان "كوان هنيم". وأفاد محمد طلعت الجندي، أستاذ الأدب المقارن بجامعة ميونج الكورية، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن المتظاهرين كانوا يحملون لافتات "بارك كون هيه.تنحي/ بارك كون هية. ارحلي". قدمت الجهة المنظمة للمظاهرات طلبا للمحكمة لإلغاء قرار الشرطة بعدم السماح بمرور المتظاهرات بالقرب من قصر الرئاسة، وبالفعل صرحت المحكمة بمرورر المظاهرات بالقرب من قصر الرئاسة مع وضع خطوط وسياج ضوئية حول حدود القصر. وتابع الجندي: "من الظريف أن الحكومة نفسها قد دعت إلى أحقية الشعب في التعبير عن غضبه، وتسيير المظاهرات السلمية، وأبدت تفهمها وسط تصاعد الغضب الشعبي بسبب فضيحة فساد الرئيسة بارك". وترددت أنباء حول أن النيابة العامة تدرس موعد إجراء التحقيق مع الرئيسة حسب الدستور. ومن المتوقع أن يتم تركيز التحقيقات مع الرئيسة "بارك" على تزويد "تشيه سون شيل" بوثائق رئاسية، منها نصوص الخطابات، والحوارات التي كانت تجري بينها وبين رؤساء الشركات الكورية الكبرى السبعة التي تبرعت بأموال لصندوقي "مير" و"كي سبورتس" المثيرين للجدل. وعلى سبيل الأخذ بالمشورة الأخلاقية والتطهر، التقت"بارك كون هيه" خلال أيام الأسبوع الماضي مع كبار الزعماء الدينيين لسماع آرائهم والحصول على المشورة بشأن هذه الفضيحة. وقال مكتب الرئاسة إن بارك دعت مطران الكنيسة الكاثوليكية "أندرو يوم سو جونج" ، إلى جانب القساوسة "كيم جانج-هوان" و"كيم سام هوان" من الكنيسة البروتستانتية، إلى جانب مدير البوذية المكرم "جانسونج"، للاستماع إلى أفكارهم بشأن الوضع الراهن. كما نفت الرئيسة خلال اللقاءات مع رجال الدين الشائعات التي كانت قد تناولتها وسائل الإعلام حول انضمامها لطائفة "الشامانية" وهي الطائفة التي تنتمي لها صديقتها المتهمة، وهي طائفة تمارس طقوسا من السحر والسيطرة على الآخرين لما كان له التأثير الأكبر لرفض وغضب الشعب من رئيستهم ظنا أنها كانت تمارس عليهم بعض هذه الطقوس السحرية كي لايروا أخطاءها جيدًا.