تباينت ردود الأفعال حول مصير العسكر فى مصر خاصة بعد المصادمات الأخيرة التي حدثت بين المعتصمين أمام مجلس الوزراء وقوات الجيش؛ حيث أدت تلك الأحداث إلى تزايد حالة الاحتقان بين الجيش والشعب؛ بعدما كانا يدا واحدة بعد نجاح ثورة يناير. الأمر الذي دفع بعض الكتاب والمؤلفين إلى تقديم أعمال درامية تحكي عن التاريخ المجيد للمؤسسة العسكرية . فى البداية أكد الكاتب والمؤرخ العسكرى عصام دراز الذي كان يعمل ضابط استطلاع سابق أنه قدم سيناريو مأخوذا من ملفات المخابرات الحربية عن قصة للواء فؤاد حسين؛ واشار دراز أن مؤلف القصة هو نفسه بطل الأحداث التى تدور حول ضابط مخابرات مصرى يتم تكليفة بالقبض على جاسوس يعمل لصالح إسرائيل والمفارقة تبدأ عند تكليفه بالقبض على الضابط الإسرائيلى الذى جند هذا الجاسوس. وأوضح دراز أن هذه العملية تُعد الأولى على مستوى العالم فالمألوف عن العمليات المخابراتية أن هدفها هو القبض على الجاسوس أو شبكات التجسس ولكن فى هذه العملية يتم وضع خطة للقبض على ضابط المخابرات الإسرائيلى الذى قام بتجنيد الجاسوس ثم تأتى المخابرات المصرية بهذا الضابط إلى مصر. وأضاف:"علينا فى هذه المرحلة الراهنة إخبار جيل الشباب بإنجازات نصر أكتوبر حتى يعلم تاريخ الجيش المصرى، فمن حق أبناء هذا الشعب أن يعلم الحقيقة عن إنجازات جيشه العظيم لأن ذلك سيرسم المستقبل ويبني وجدان الأمة وتاريخها بالكامل؛ كما أن الأفلام "الباهتة" التي تحدثت عن نصر أكتوبر والتي كان يعرضها التليفزيون المصري في عصر النظام البائد لا تُعبر عن حقيقة هذا النصر المجيد". وقال دراز إنه قدم سيناريو آخر بعنوان "أول ضوء" إلى قطاع الإنتاج بالتليفزيون وقد حصل هذا السيناريو على موافقة الجيش والقوات الجوية، حيث يوثق العمل الحقائق الغائبة عن السلاح الجوى المصرى، ويرصد بطولات أبطاله فى 145 مشهدا، كما يؤكد أن النصر بدأ منذ تصدى طيارون مصريون للهجوم الإسرائيلى واشتبكوا معهم ومعظمهم استشهدوا خلال حرب 67، فهناك الطيار سامى فؤاد ، والطيار ممدوح الملط الذى خرج من قاعدة المليز والممر مُدمر والطائرات الإسرائيلية فوقه وأصيب فى العمود الفقرى، وعوض حمدى الذى اشتبك مع الطيارين الإسرائيلين فوق مطار أبو صوير، ونبيل شكرى الذى خرج من مطار أنشاص يهاجم طائرات الميراج الإسرائيلية ليسقطها؛ وأشار دراز إلى أن سيناريو "أول ضوء" قد تم رفضه من قبل في عهد مبارك نظرا لأن السيناريو لم يتضمن سوى مشهد واحد فقط لمبارك. أما الدكتور نبيل جعفر والذي قدم سيناريو عن معركة "رأس العش" فقال إن هناك معلومات مغلوطة عن الحروب المصرية الإسرائيلية ويجب على الأجيال الجديدة معرفتها، موضحا أن هناك أكثر من 200 عملية عسكرية قامت بها القوات الخاصة المصرية فى حرب الاستنزاف؛ وأن أجيال ما بعد السبعينيات وحتى الآن لم تعلم سوى معركة إيلات. وأضاف جعفر:" هناك العديد من العمليات والمعارك الحربية مثل عملية "السبت الحزين" ومعركة "رأس العش" لم تتناولها الدراما، كما أن هناك 37 سلاحا استخدم فى الحرب؛ وقد تم التنسيق مع القوات المسلحة للاستعانة بالمعدات العسكرية بأسعار مناسبة لتصوير العمل، كما سيتم توفير ثلاث طائرات هيلوكبتر، و سوف يتم التصوير فى بعض المواقع العسكرية". وعن الشخصيات المُرشحة لبطولة العمل الفنان خالد زكى؛ وطالب جعفر بدعم الدولة فى إنتاج هذه النوعية من الأعمال السينمائية؛ لأن إنتاج الأفلام الحربية يجب أن تخضع لمعايير خاصة بعيدة عن شركات الإنتاج الخاصة، وأشار إلى أنه خاطب من قبل رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمساعدة فى إنتاج هذا العمل؛ مؤكدا أن الفيلم حصل على موافقة القوات المسلحة بجميع هيئاتها من الشئون المعنوية والأمن الحربى والمخابرات والقوات الخاصة والصاعقة.