فجر المرشح الجمهوري دونالد ترامب جدلا واسعا بعد تصريحه في المناظرة ضد المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون حول إحتمالية تزوير نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح منافسته، وهو الأمر الذي أثار حفيظة وزارة العدل الأمريكية وبعض الجهات السيادية بأمريكا وطالبت مؤيديه بإثبات الأدلة على ذلك الزعم أو نفيها من الأساس. لم يكتفي ترامب بالتشكيك فقط في نزاهة الانتخابات الأمريكية وإنما صرح بأنه في حالة الخسارة لن يعترف بنتيجة الإنتخابات، وتوقع الخبراء وقوع أعمال شغب بالولاياتالأمريكية في حالة خسارة المرشح الجمهوري. وتعتبر حالة التلاسن والتشكيك الدائرة بين المرشحين، ترامب وكلينتون، مستمرة لحين ظهور النتيجة التي قد تكون السحابة السوداء على أمريكا في حالة خسارة ترامب المشكك بنزاهة الإنتخابات. تزوير الانتخابات الأمريكية بين مؤيد ومعارض وحسب مقال للكاتب أندرو جومبل في صحيفة الجارديان البريطانية، فقد أظهر استطلاع رأي أن اتهامات ترامب بتزوير الانتخابات قد أصابت وترا حساسا، عندما وجد أن 41 ٪ من الناخبين يصدقونه في أن الانتخابات ستتم سرقتها. ويعتقد ثلثا الجمهوريين أن كلينتون ستفوز بسبب التصويت غير القانوني أو تزوير الأصوات، حسب استطلاع آخر. وحسب غومبل، فإن الادعاءات تلك "تعبر عن مزاج جمهوري لأكثر من عقد، يعزف على نغمة أن الانتخابات سيتم التلاعب فيها عبر استخدام أصوات "الموتى"، والمهاجرين غير الشرعيين وربما "الحيوانات المنزلية". وأثارت تصريحات ترامب حول تزوير الانتخابات ردود فعل كبيرة، حيث علق مؤلف كتاب "جنون عظمة الولاياتالمتحدة"، جيسى ووكر، لصحيفة "واشنطن بوست" قائلا: "فكرة أن الشخص الذى فاز بالرئاسة فعل ذلك بطريقة غير شرعية ليست جديدة، ولكن الجديد هو إمكانية تضخيم الخاسر المحتمل فى الانتخابات الرئاسية للأمر". شاشات التصويت .. سر تغيير أصوات الناخبين وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن فكرة تزوير الإنتخابات التي يقول عنها ترامب هي في الغالب تحدث عندما يتغير تصويت الناخب من مرشح إلى أخر، حيث تقوم الشاشات الإليكترونية التي تعمل باللمس بوضع علامة الإختيار لصالح مرشح غير الذي اختاره الناخب. قالت الصحيفة أن احتمالية وقوع التزوير سترجع غالبا إلى "قدم وتهالك" حالة شاشات التصويت وتراكم الشحوم والأتربة عليها بفعل الإستخدام المتكرر، ولكن في النهاية يمكن للناخب تغيير صوته في حالة إكتشاف خطأ عن طريق الاستعانة بمسؤولي لجان التصويت. روسيا وعلاقتها بتزوير الإنتخابات نظرا للعلاقة الوثيقة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتأييد القوي لصالح المرشح الجمهوري ضد منافسته كلينتون، يشتكك البعض في ان دعاوى روسيا للإشراف القضائي على الإنتخابات الرئاسية قد يكون أحد الأسباب وراء تزوير الإنتخابات لصالح ترامب المرفوض بين دوائر النخبة الأمريكية. وكانت قد كشفت تقارير أن قراصنة إليكترونيين روس قاموا بإختراق شبكة الحزب الديموقراطي الأمريكي، وهو ما يسير في نفس اتجاه تأييد روسيا المعلن لترامب. وحذرت الجهات الإستخباراتية الأمريكية وسلطات تطبيق القانون من أن هجوم القراصنة الروس قد يقوض ثقة الرأي العام الأمريكي في العملية الإنتخابية بنشر أدلة كاذبة حول التزوير. إدعاءات مماثلة قبل "ولاية أوباما" واكد الكاتب أندروجومبل، إن التاريخ الأمريكي لا يخلو من أمثلة التلاعب بالناخبين، خاصة في ولايات الجنوب في عهد الفصل العنصري. وينظر إلى النظام الانتخابي الأمريكي على أنه شاذ عن باقي الأنظمة الغربية، بسبب المشكلات المستمرة في مصداقية آلية التصويت وعدم وجود معايير موحدة من ولاية لأخرى، بالإضافة إلى الإقصاء الممنهج لأكثر من 6 ملايين من المساجين الحاليين أو السابقين، وميل مسؤولي الانتخابات إلى اعتماد القواعد التي تفيد حزبهم. وقبل 8 أعوام من حديث ترامب عن التزوير، كان المرشح الجمهوري جون ماكين الذي نافس باراك أوباما حينها، متحدثا عن "أعظم عمليات تزوير في تاريخ البلاد" ستتم عبر منظمة أكرون التي تنظم عملية التصويت، لكن لم يتم إثبات ذلك. أما داخل المعسكر الديمقراطي الذي قلما يلجأ إلى هذه الاتهامات، فلا تزال كتلة كبيرة من مناصري المرشح الخاسر في الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، تعتقد أن السناتور عن فيرمونت تعرض لعملية خداع كبيرة، وأن قرار اختيار كلينتون كان معدّا سلفا، على الرغم من أن منافسته فاقته بثلاثة ملايين صوت. ونوهت قناة "إن بى سى نيوز" الأمريكية بأن استطلاعًا للرأى فى عام 2009 أظهر أن أكثر من نصف الجمهوريين يعتقدون أن "أكورن" قد سرقت الانتخابات، وفى عام 2004، اتهم رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى، إد جيليسبى، الديمقراطيين بمحاولة نقل التركيز على تزوير تصويت الناخبين بين مؤيدى جون كيرى، وحذر رئيس حملة الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش، مارك راكيكوت، من أن تزوير الحزب الديمقراطى "سوف يشل قدرة الأمريكيين على التصويت فى الانتخابات المقبلة".