الفضائح .. أسلوب جديد في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فلم يمر يوم خلال الحملات الانتخابية من دون نشر العشرات من رسائل البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون (Hillary Clinton) والتي تثبت تورطها في عمليات الفساد السياسي والمالي، بالإضافة إلى الفضائح الأخلاقية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب (Donald J. Trump). وانتشرت الفضائح الأخلاقية بصورة كبيرة ل "ترامب"، وأصبح عدو النساء الأول، خصوصًا بعد نشر فيديو فاضح له، حيث ينظر للنساء على أنهن جسد بلا عقل. وأصبحت فضائح "ترامب" الجنسية جزء من الأخبار اليومية لدى الصحافة الأمريكية، فتارة تخرج سيدة في الخمسين من العمر تتهمه بمحاولة التحرش بها في التسعينات، وتارة تخرج ممثلة أفلام إباحية تؤكد أنه سعى لإقامة علاقة معها، وأخرى تؤكد طلبه الزواج منها، بالإضافة إلى صوره مع الفتيات وهو يقبلهن دائمًا، فلا توجد صورة له مع أي سيدة أو فتاة أو حتى طفلة إلا وهو يحاول أن يقبلها، في ظل اشمئزاز واضح على ملامح معظمهن. ووصل الأمر إلى أن "ترامب" حاول التحرش بابنته على الهواء خلال مقابلة أجراها مع أحد البرامج الترفيهية في عام 2013، عندما سألتها المذيعة عن الشئ المشترك بينها وبين والدها لتقول "الجولف والعقارات"، في حين قاطعها "ترامب"، قائلا: "كنت أود أن أقول الجنس ولكن لا يمكن أن يحدث". وفي ظل الفضائح الأخلاقية التي تحاول حملة "ترامب" نفيها بشكل يومي، نجح موقع "ويكيليكس"، في اختراق البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية "هيلاري كيلنتون"، والكشف عن فضائح سياسية، خصوصًا عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. ونشرت "ويكيليكس" نحو 20 ألف رسالة بريد إلكتروني، خاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، خاصة وأن الكثير من هذه الرسائل تعتبر محرجة بالنسبة لقادته، مما أدى إلى الاستقالة السريعة لرئيسة الحزب ديبي واسرمان شولتز. وكشفت هذه الرسائل أن المسؤولين، الذين يفترض فيهم الحياد، منحازين لهيلاري كلينتون ويناقشون سبل إضعاف مكانة منافسها برني ساندرز، ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI"، لفتح تحقيقات موسعة بشأن هذه الرسائل والتي احتوت على معلومات سرية للغاية. كما كشفت الرسائل علاقات فاسدة بين هيلاري وزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون والمؤسسة الخيرية الخاصة بهما، وهناك مذكرة ضمن رسائل البريد الإلكتروني كتبها دوجلاس باند، وهو أحد مساعدي بيل كلينتون، تصف العلاقات بين آل كلينتون وبين شركات كبرى والعمل الخيري الذي يقدمانه على الصعيد العالمي. وقرر مجلس النواب الأمريكي رسميا حرمان المرشحة الديمقراطية للرئاسة، هيلاري كلينتون، على أي معلومات استخباراتية سرية خلال حملتها الانتخابية، بحسب ما جاء في رسالة من رئيس المجلس، بول ريان، إلى مدير المخابرات الوطنية، جيمس كلابر. وبين العلاقات الروسية والفضائح، أصبح على الشعب الأمريكي الاختيار بين اختيار رئيس لديه خلفية كبيرة من الفضائح الأخلاقية، أو رئيسة تورطت بشكل مباشر في عمليات فساد سياسي عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية. وتأتي الفضائح في المرتبة الأولى بالنسبة للشعب الأمريكي، حيث لا يهتم الشعب بالعلاقات مع روسيا، وهناك قلة فقط هي التي تهتم بهذا الملف، وهما الأقليات السكانية ذات الأصول البولندية والأوكرانية وغيرهم من دول أوروبا الشرقية ويتواجدون في 6 ولايات فقط، وعلى رأسها بنسلفانيا وأوهايو ويسكونسن.