فى المبتدأ، وفى المنتهى، كان الفن المدهش حاضرًا، باجتماعات المجلس التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية، والقمة العالمية الخامسة لسياحة المدن، اللذين انعقدا فى الأسبوع الماضى، على أرض مدينة الأقصر، الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، والتى ودعت آخر ضيوفها من المشاركين من وزراء وخبراء وصناع السياحة فى بلدان العالم، أمس الخميس. فقبيل انعقاد المجلس التنفيذى رقم 104، لمنظمة السياحة العالمية، اصطحب الخبير السياحى وعضو اللجنة التنسيقية للتسويق السياحى للأقصر، ضيوف مدينته المشاركين باجتماعات المنظمة، وفى مقدمتهم الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعى، ووزراء السياحة بعدد من البلدان المشاركة، وبصحبتهم وزير السياحة، يحيى راشد، ومحافظ الأقصر محمد بدر، لزيارة مرسم القرنة التاريخى، الذى أنشى عام 1945، على يد الشيخ على عبد الرسول، حامل أسرار كنوز الفراعنة فى غرب الأقصر، والذى كان ملتقىً لكبار فنانى مصر من خريجى كلية الفنون الجميلة، وأشهر الفنانين التشكيليين، بالعالم، حيث كان يمثل مدرسة لعبت دورًا رائدًا فى تاريخ الفن المصرى والعالمى الحديث، والذى أقيم وسط الطبيعة التاريخية لمدينة الأقصر ووسط آثارها الفرعونية الخالدة، والذى صار اليوم فندقًا تاريخيًا، يرتاده علماء المصريات، وعشاق الفنون من مختلف بلدان العالم، لاسترجاع تاريخ أعظم الكشوفات الثرية فى التاريخ، وأروع فترات الفن التشكيلى المصرى، ثراء وزخمًا. حيث تجول الضيوف بين ردهات المرسم، وشاهدوا معالمه التاريخية، واستمعوا لتاريخ أشهر مرسم فنى عرفه العالم المعاصر، ثم تناولوا الغذاء المكون من أشهر الأطعمة المصرية، والتى جعلت الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، يتحدث عنها بكلمته الافتتاحية باجتماعات المنظمة فى الأقصر، داعيا الحضور للاستمتاع بالأكلات المصرية، وبرؤية أجمل المناظر الطبيعة فى البر الغربى للمدينة التاريخية. وقبل أن تغيب مشاهد مرسم القرنة التاريخى، عن ذاكرة الحضور، راح الجميع فى حالة من الانبهار، خلال حفل الختام، الذى اقيم بمعبد الأقصر الفرعونى، المطل على نهر النيل الخالد، والذى أحياه عازف الكمان العالمى، الألمانى الجنسية، جيدون كريمر، وأوركسترا كريميراتا بالطيقان التى أسسها جيدون كريمر قبل 20 عامًا، والتى تعد أول أوركسترا كلاسيكى يحصل على جائزة الجرامى الموسيقية المعروفة، والتى كونها جيدون كريمر من أفضل عازفى الموسيقى الشباب بدول البلقان. حيث جاءت معزوفات جيدون كريمر وفرقته الأوركسترالية، لتعيد إلى أذهان الحضور، ما كان يجرى فى ذلك المعبد من معزوفات موسيقية وعروض فنية فرعونية، قبيل آلاف السنين، خاصة بعد أن تقدمت ساحة المعبد الفرعونى عازفة قدمت موسيقات على آلة الهارب الفرعونية القديمة، المنقوشة على جدران المقابر والمعابد الفرعونية، والتى نقوشها ورسومها صور مماثلة لعازفات مصريات، وهن يقمن بعزف مقطوعات موسيقية وسط أجواء احتفالية مبهرة، كان يشارك فيها حشود من قدماء المصريين يتقدمهم الملوك والملكات والنبلاء والأشراف، فى تأكيد على ازدهار مختلف الفنون، وألوان المعرفة فى الحضارة المصرية القديمة، الضاربة فى أعماق التاريخ الإنسانى.