وكأنها عدوى وانتشرت بين الزوجات اللاتى سارعن إلى استخدام حق الخلع لإقامة الدعاوى للتخلص من أزواجهن، واذا كان لدى بعضهن الحق والأسباب القوية التى دفعتهن للجوء لطلب الخلع، فإن ما شهدته أروقة محاكم الأسرة فى قضايا الخلع، يكشف أن نسبة كبيرة من الدعاوى المقامة لم تتسم بالجدية ولم تتوافر لها الأسباب القوية، ولا تعدو أن تكون أكثر من «مزحة» تستدعى الدهشة ومن أغربها وأطرفها دعوى خلع رفعتها «منال» ضد زوجها «ممدوح» لقيامه بتربية «كلبة» بالمنزل رغم خوفها الشديد منها. سردت «منال» معاناتها على حد قولها قائلة علمت قبل زواجنا أنه يحب تربية الكلاب بشدة واشترطت عليه عدم تربيتها بالمنزل ووافق وبعد زواجنا بثلاث سنوات فاجأنى بإحضار كلبة واختلق قصة مأساوية لها وأنها على وشك أن تلد، وسيعتنى بها لحين ولادتها وبعدها سيتركها تغادر منزلهما. وأضافت: رزقت منه بطفلة وصادف يوم ولادتى بيوم ولادة الكلبة فأخذ يعتنى بالكلبة وأولادها أكثر منى وابنتى حتى أنه أهمل فى حق تربية ابنته وأصبح عاطلًا وترك عمله واخذ يرعى الكلبة وأولادها وقال لي مش هصرف عليك وعلى الكلاب. وأكدت أن زوجها لديه تصرفات غريبة بحسب قولها وأنه يُجلس الكلبة الأم على طاولة الطعام ويحاول أن يستجديها ولا يأكل حتى تنتهى هى من طعامها مشيرة إلى تدخل عائلته لعدم تطور المشكلات ولكنه لم ينصت لأحد. وفى المرة الأخيرة وقبل ذهابى للمحكمة طلبت منه الطلاق أو أن نصلح فيما بيننا ويستغنى عن حبه للكلبة وأولادها وخيرته بينى وبين الكلبة فى البيت، لكنه رفض أن يطلقنى ورفض الاستغناء عنها كأنها زوجته الثانية. لم أشعر بنفسى.. أحسست وقتها أنى أغير وبشدة فهو يحبها كثيرا ويدللها أكثر منى ومن ابنته وبدأت أشك فى قواه العقلية، فهل يعقل حبه لها رغم معرفته أننى لا أطيق الكلاب وأرفضها بشدة ففكرت أن أذهب للمحكمة لرفع دعوى خلع ضده، ولكن لم يتحرك له ساكن، ويجلس فى المنزل يستمتع باللعب مع الكلبة وأولادها ، نسينى ونسى ابنته، واكتفى فى حياته بها، لم أعد أطيق الحياة معها، نعم هى كلبة ولكنه يحبها أكثر منى، ولم أجد أمامى سوى أن أخلعه.