أعطت محكمة باكستانية، تصريحا للسياسي المعارض عمران خان بتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في العاصمة إسلام أباد هذا الأسبوع، لكنها حذرت من أنه يجب ألا تعطل المظاهرات حياة المواطنين. وهدد خان بإغلاق العاصمة غدا الأربعاء في إطار مساعيه للإطاحة برئيس الوزراء نواز شريف استنادا إلى مزاعم بالفساد مرتبطة بتسريبات أوراق بنما. لكنه تراجع أمس الأول وقال إن دعوته لخروج جموع حاشدة لمنع الحكومة من العمل ليست تهديدا مباشرا لكنها توقع لما سيحدث إذا تدفق أنصاره على المدينة، ونفى خان أن يكون أنصاره قدموا إلى العاصمة بالسلاح. وذكرت محطة تلفزيون جيو أن محكمة إسلام أباد العليا رفضت أمس اعتراضات من الحكومة على احتجاجات الأربعاء لكنها أمرت خان بتنظيم المظاهرة في منطقة مخصصة لإقامة العروض العسكرية بعيدا عن المباني الحكومية الرئيسية والأحياء التجارية في المدينة، وأضافت المحطة أن القاضي شوكت عزيز صديقي أمر الحكومة أيضا بضمان الحفاظ على الحقوق الأساسية للسكان لممارسة أنشطة الحياة اليومية بصورة طبيعية. وفي الأسبوع الماضي طبقت الحكومة أوامر إدارية تحظر التجمعات لأكثر من خمسة أفراد في العاصمة ومدينة روالبندي المجاورة، ومنذ ذلك الحين قال حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه خان إن العشرات من نشطائه اعتقلوا. وتعهد خان - وهو بطل كريكيت سابق - بألا يتراجع عن مساعيه لحين استقالة شريف أو تسليم نفسه للتحقيق فيما يتعلق بتسريبات "أوراق بنما." وتظهر الوثائق التي تم تسريبها من مؤسسة موساك فونسيكا القانونية ومقرها بنما في أبريل أن ابنة شريف واثنين من أبنائه يمتلكون شركات قابضة في الخارج مسجلة في جزر العذراء البريطانية. وتنفي أسرة شريف ارتكاب أي مخالفات. وامتلاك شركات أجنبية ليس مخالفا للقانون في باكستان لكن خان يلمح إلى أن تلك النقود جمعت من ممارسات فساد، واعترف خان في مايو بأنه استخدم شركة في الخارج هو أيضا لتجنب دفع ضرائب على بيع عقار كان يملكه في لندن وقال إنها طريقة قانونية. ومن المقرر أن تنظر المحكمة الباكستانية العليا قضية متعلقة بتلك المزاعم اليوم. وأشارت وزارة الداخلية الباكستانية الى اعتقال أكثر من 100 شخص من أنصار الزعيم عمران خان في اسلام آباد اثر وصولهم الى العاصمة الباكستانية للمشاركة في المظاهرة التي دعا لها خان. وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نصر علي خان إن نحو 450 شخصا دخلوا اسلام اباد ولما اعترضتهم الشرطة تفرقوا وترك بعضهم سياراتهم في الطريق وقد اعتقلت الشرطة نحو 100 منهم، وأضاف أن عناصر الشرطة ضبطوا مع المعتقلين 7 رشاشات كلاشنيكوف وقنابل مسيلة للدموع وسبع سترات واقية للرصاص. واتهم علي خان حزب الإنصاف الباكستاني بالسعي للسيطرة على مجمع يضم غالبية وزارات البلاد. وأوضح أن نحو 1200 من انصار حزب عمران خان قدموا من بيشاور في شمال غرب البلاد وحاولوا الدخول في قافلة العاصمة اسلام آباد ولما اعترضتهم الشرطة اصطدموا بها قبل ان يضطروا الى التراجع. واعتبر علي خان ان محاولة شل الحركة في اسلام اباد هي جريمة ضد الدولة وليس ضد الحكومة. وأضاف "نحن قوة نووية وما الانطباع الذي سنعطيه للعالم في حال اجتاحت العاصمة حشود بقصد شل الحركة فيها".