حذر أمس البنك الدولي من أن نسبة كبيرة من الليبيين باتت على شفا "السقوط في براثن الفقر"، وأن نحو ثلث سكان ليبيا بحاجة لشكل ما من أشكال المساعدات الإنسانية. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن البنك الدولي أن نسبة كبيرة من سكان ليبيا (لم يحددها) قد أصبحوا على شفا السقوط في براثن الفقر، بفعل هبوط أسعار النفط وتعطل إنتاجه والجمود السياسي والصراع الشامل، الذي يعصف بليبيا". وأوضح البنك الدولي أن ثلث السكان في ليبيا البالغ عددهم 6.3 مليون نسمة، يحتاجون إلى شكل ما من المساعدات الإنسانية، أي نحو 2.4 مليون شخص، وفق تقرير سابق للأمم المتحدة.وأكد البنك في تقريره أن معدلات البطالة المرتفعة لها دور في عدم الاستقرار السائد حاليا، واشار إلى أن المساعدات القصيرة الأجل ستفسح المجال أمام جهود زيادة فعالية جهاز الخدمة المدنية والقطاع العام، وكذلك تطوير القطاع الخاص وتنويع أنشطته لتمكينه من خلق وظائف جديدة. وتمتلك ليبيا أكبر مخزون للنفط في إفريقيا، وتعتمد على إيراداته في تمويل أكثر من 95% من خزانة الدولة. وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي، ما تسبب في خلق أزمة اقتصادية ومالية خانقة. وأطلق نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملة الكترونية تدعو للتظاهر للاحتجاج على الأوضاع المتردية التي أصبحت تعيشها العاصمة طرابلس بعد تصاعد الاشتباكات بين القوى المسلحة التي تسيطر عليها وتنامي الجرائم خاصة الاختطاف والقتل.وحظي هاشتاج "طرابلس تنتفض" بنسبة تفاعل كبيرة بين متصفحي الفيسبوك الذين نشروا صورا تضمنت كتابات ورسائل مختلفة عبّروا من خلالها عن سخطهم من الواقع الحالي للعاصمة طرابلس واستعدادهم للتظاهر ضدّه. وتهدف الحملة الإلكترونية إلى لفت الأنظار إلى ما آلت إليه الأوضاع في طرابلس بسبب التطورات الأمنية الخطيرة الناتجة عن تنامي الخلافات بين القوى المسلحة المسيطرة على العاصمة وما رافقها من تدهور في الأوضاع المعيشية لسكانها في وقت يغيب فيه حضور الدولة خاصة بعد الصعوابات التي واجهها المجلس الرئاسي في فرض سلطته في العاصمة.وتخضع العاصمة طرابلس منذ سنوات لسيطرة وسلطة قوى مسلحة، وتشهد هذه الفترة حالة من الاضطرابات المستمرة، بعد تصاعد تحركات هذه القوى لتتحول أحيانا إلى اشتباكات هدفها السيطرة على المواقع الحيوية بالمدينة وتعزيز النفوذ، مما جعل أغلب سكانها يعيشيون على وقع مخاوف دائمة خاصة بعد تزايد جرائم الاختطاف والسرقة والقتل. وأعلن وزيرا خارجية فرنسا والمغرب، باسم الدول العشر لغرب المتوسط، عن دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وذلك خلال لقاء عقد في مارسيليا جنوبفرنسا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك إيرولت في تصريح صحفي "ندعم ما تقوم به حكومة فايز السراج، حكومة الوفاق الوطني الليبي". ويترأس إيرولت مع نظيره المغربي مجموعة خمسة زائد خمسة، وهي إيطالياوفرنسا وإسبانيا والبرتغال ومالطا الواقعة شمال المتوسط، والجزائر وليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا الواقعة جنوب المتوسط.وأضاف الوزير الفرنسي "لا يزال من الضروري القيام بعمل هائل للنجاح وجمع كل قوى التنوع الليبي"، مضيفا "تظل هناك المسألة الأمنية ومشكلة الهجرة، خصوصا بسبب العمل المشين الذي يقوم به مهربون في وسط البحر المتوسط". وأعلن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أن هناك "إطارا في ليبيا يجب ألا يتغير، هو إطار اتفاق الصخيرات"، الذي وقعته شخصيات ليبية في ديسمبر عام 2015 في المغرب برعاية الأممالمتحدة.أعلن مسئول أمريكي كبير أن "اجتماعا بشأن ليبيا سيعقد في واشنطن خلال هذا الأسبوع سعيا لإنهاء الجمود السياسي حول حكومة الوحدة المدعومة من الأممالمتحدة، والتي تواجه صعوبات كبيرة لبسط نفوذها خارج العاصمة طرابلس".