راهبًا فى دير يعشق عمله عن حب وإيمان، خادمًا للمستثمرين أكثر ما يسعده، الاختلاف معه فى الرأى لا يعنى العداوة، بل الوصول إلى نقطة اتفاق.. تواضعه وتسامحه مستمد من عائلته التى تمتد إلى جذور «الباشوية» فى محافظة المنيا.. تمنى أن يدرس السياحة، ولكن قررت والدته أن يستكمل الدراسة العسكرية ليواصل مسيرة والده فى خدمة الوطن. يصفه أصدقاؤه بالجزار تارة والجنرال والباشا أخرى، ربما لقوة قراراته وإنسانيته... القيادة، والمسئولية مستمدة من والده، فنون العسكرية لديه أسلوب حياة.. محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر للمقاصة والإيداع والقيد المركزى رسم لها والده خريطة للحياة العملية والشخصية مفتاحها لا مكان للخطأ، ودستوره لا تردد فى القرار. الرجل فى سجل حياته تفاصيل، ولكل مرحلة ذكريات صنعها والده وأخرى سطرتها والدته.... 18 عاماً محطة توقف عندها كثيراً، شكلت حياته ليكون مقاتلاً شجاعاً.. وهكذا كان.. على بعد سنتيمترات من مكتبه مجموعة من الأسلحة القتالية، شاهدة على مشواره القتالى، أول ما يلفت الانتباه لكل مجالس للرجل.... بدأ متابعاً بدقة تفاصيل المشهد الاستثمارى وهو الأكثر حرصاً على ذلك بحكم خبرته ومركزه على رأس واحدة من أضلاع سوق المال. إحساس بالخوف تملك الرجل عقب ثورة 25 يناير، وتداعياتها على المشهد بكل جوانبه، الفوضى هى السائدة والفاتورة الاقتصادية مخيفة، ولكن سرعان ما تبدد القلق حينما ساد الأمان والاطمئنان بعد ثورة 30 يونيه... «بطبعى متفاءل، نعم مصر تمرض ولا تموت، نمر بمرحلة صعبة، ولكن بالعمل والإنتاج سوف نتجاوز الأزمة، ونتجاوز عنق الزجاجة بسلام، بالإنتاج، وعودة المصانع للعمل سوف يكون التصدير، وتوافر العملة الصعبة، ومن هنا انطلاقة التنمية».. يقول: «على الجميع تحمل المسئولية، والمؤشرات تدعو إلى الاطمئنان، الحكومة حريصة بالاهتمام على البنية التحتية وتشغيل المصانع التى سوف يكون لها تداعيات إيجابية، مع الاستعداد لإنتاج الغاز فى 2017، ومعه سوف ينقلب الحال مع وتتوافر العملة بما يساهم فى مساعدة البنك المركزى على تنفيذ سياساته النقدية، وبعد كل ذلك لا داعى للقلق». أقاطعه قائلاً البنك المركزى يواجه انتقادات حادة فى سياساته النقدية فما تقييمك للمشهد؟ يجيب الرجل أن «البنك المركزى يحاول تطبيق سياسة نقدية تتلاءم مع المشهد الحالى، لكن بمجرد توافر واستقرار الجنيه مع الإنتاج بحقول البترول والغاز خلال 2017 ، وانطلاقة مشروعات تنمية محور قناة السويس، سوف ينعكس إيجابياً على الاقتصاد». «عبدالسلام» الذى لم يتمرد طوال حياته على تقاليد عائلته الثقافية، كان الحريص على السير فى طريق والده لا يزال يرى أن سعر الصرف الموجود سوف يفض الاشتباك، لأن المستثمر ينظر إلى الدخول والتخارج فى صورة أكثر سهولة ويسر، ومع حركة وتوافر الدولار سوف تذلل العقبات. الكثيرون يقللون من دور الدولة فى مواجهة الأزمات ولكن «عبدالسلام» له رؤية خاصة فى هذا الاتجاه، إذ يعتبر أن الإدارة هى الأزمة، واستدعاء نظام وتجارب المؤسسة العسكرية فى العديد من الأمور سوف يختلف الحال، خاصة أن الدولة تواجه ضغوطاً ومؤامرات، بالإضافة إلى حالة الحرب بالاقتصاد، وهو ما يتطلب التكاتف من الجميع لعبور الأزمة. الرجل شاء قدره أن يفقد والده فى مراحل حياته الأولى ليكون العون والسند لأسرته وأشقائه، يعتبر أن الصعيد والاستفادة من إمكانية الاستثمارات وتنمية بالصعيد بالاهتمام، واستقطاب الأموال والاستثمارات سوف ينقلب الحال ليكون مفتاح انطلاقة الاقتصاد. يكفى «عبدالسلام» أنه حدد عناصر لاستقرار المشهد بضرورة ثبات سعر الصرف، وتوفير حوافز ضريبية وتسهيلات للمستثمرين مثل تجربة جبل على بالإمارات، وهو ما جعل المستثمرين يتدفقون عليه، وبذلك هو مطلوب أن قانون الاستثمار عند تطبيقه لابد أن يراعى كل هذه الأمور، فى الدخول والتخارج بسهولة ويسر، وكذلك إجراءات التأسيس والخروج، والشفافية الكاملة فى الإجراءات الضريبية، حيث إن العديد من المؤسسات المالية الكبيرة ترغب فى الاستثمار، ولكن تترقب تثبيت سعر العملة. عرف «عبدالسلام» أن تنمية الصعيد والاهتمام بالصناعة، والاستثمار فى تلك البقعة من الجنوب سوف تساهم فى تحقيق نمو اقتصادى حقيقى، ومما يعمل على توقف الهجرة، ليتحول الصعيد معها إلى مناطق جاذبة، فأهل الجنوب هم القادرون على المنافسة فى التجارة، وكذلك الزراعة التى بدأت بالفعل تشغل حيزاً من الاهتمام واستصلاح 1.5 مليون فدان، وهو ما سوف يعمل على توفير فاتورة الاستيراد، وكذلك السياحة التى تعد هى العمود الفقرى لتوفير العملة الصعبة. «عبدالسلام» تعليمه فى المدارس الفرنسية والإنجليزية منحه قدرة على التعامل مع المستثمرين الأجانب، وبالتالى يعى مطالبهم حتى يتحقق النجاح للطروحات الحكومية المرتقبة بالبورصة، وهو يأمل أن يتم تفعيل بعض الأدوات المالية لتكمل منظومة سوق المال، يتصدرها الشورت سيلينج، وتعامل شركات السمسرة على السندات، وكذلك سرعة العمل ببورصة السلع، حيث إن وجودها سيحقق الكثير من الاستقرار فى السلع. رصيد الرجل حافل بالنجاحات، والإصرار والعمل، بفضل تعلمه فى المؤسسة العسكرية، وهو سر نجاحه لذلك فإن استراتيجية شركته تقوم على التطوير الدائم فى الأنظمة الإلكترونية، بما يتلاءم مع مستجدات أسواق المال، يسعى دائماً إلى تحقيق المزيد بربط السوق المصرى مع 9 أسواق إقليمية وعالمية، ويأمل فى الربط مع أعضاء منظمة المقاصة والإيداع للشرق الأوسط وافريقيا «الاميدا» التى تضم 35 سوقاً،.. نجح الرجل فى تجهيز الأنظمة لاستقبال 60 ألف شركة تعمل فى السوق المحلى بعد قرار قيدها مركزياً. «فن صناعة قيادة الرجال» واحد من مجموعة تضم 15 كتاباً عن الجاسوسية كان له دور فى شخصيته حول اتخاذ القرار فى أسرع وقت ودون أخطاء، لذلك دائماً ما تكون قراراته محسومة فى مصلحة السوق، وليس بغريب أن يحقق الرجل 97% من استراتيجية شركته خلال العام الحالى. يتفاخر الرجل أنه مقاتل ومحارب شرس منذ مسيرته الطويلة فى القوات المسلحة، وهو سر نجاحه فى تكوين مؤسسة رياضية تدعم مكانة الشركة، ليكون بذلك صرحاً رياضاً كبيراً ينطلق منه فريق يحمل اسم الشركة، ليحقق مكاسب من هذه المنظومة للشركة والأعضاء بعد صفقات مليونية تحققت العام ووصلت إلى 25 مليون جنيه من خلال بيع نحو 5 لاعبين. «عبدالسلام» يتسم بالهدوء والتسامح عاشقاً لرياضة كرة القدم وقراءة الرويات، محباً للألوان التى تحمل لون النمو والصفاء يسعى دائماً أن يقدم المزيد لشركته ويتفاخر أنه خادم للسوق.