تحتفل سلطنة عُمان يوم 18 نوفمبر بالعيد الوطنى، الذى يتوج هذا العام إنجازات 46 سنة منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، مقاليد الحكم، وخلال فترة الاستعداد لحلوله تتوالى فعاليات متنوعة تتميز بأنها غير تقليدية وتشترك فى التعبير عن حيوية المجتمع العمانى وقدرته على مواكبة العصر الحديث، إلى جانب الاهتمام بمواصلة تفعيل وتطوير خطط استراتيجية التنمية المستدامة التى بدأت منذ مطلع عقد السبعينات من القرن الماضى. فى هذا الإطار تم افتتاح مهرجان التمور العمانية - 2016، الذى يقام سنويًا فى إطار خطط التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى وفقًا للسياسات التى يوجه بتنفيذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان. ويسلط المهرجان الضوء على تمور المائدة العمانية بأنواعها، كما يمثل بيئة ممتازة يقصدها المهتمون بهذا القطاع، لإيجاد فرص أكبر للمستهلك، للانتقاء من بين خيارات التمور التى تسوِّقها المؤسسات العاملة فى مجال تصنيع وإنتاج التمور، إلى جانب تحفيز المزارعين والمنتجين للاهتمام بجودة المنتجات. ويستهدف تشجيع زراعة النخيل وتسليط الضوء على التمور العمانية، وشمل إقامة سوق بمواصفات عالمية. فى إطار برنامج المهرجان عقدت ندوة «تنمية وتطوير صناعة التمور»، التى ناقشت دور المؤسسات الحكومية والخاصة فى دعم صناعة التمور وتنمية زراعة النخيل بجانب عرض تجارب لتسويق وتصنيع التمور فى بعض الدول العربية، كما تم تدشين مشروع المنافذ التسويقية للتمور، والممول من صندوق التنمية الزراعية والسمكية، وكذلك تدشين طابع مهرجان التمور العمانية الرابع بالتعاون مع بريد عمان، وقدمت سيارات مبردة للمنتجين المبدعين كدعم من وزارة الزراعة والثروة السمكية لهم لتطوير أعمالهم والتوسع فيها. وأعلن الدكتور فؤاد بن جعفر الساجوانى، وزير الزراعة والثروة السمكية، أنه تقرر إقامة أكبر مشروع فى المنطقة لتصنيع التمور. وبدأت وزارة الزراعة إعداد دراسة جدوى لإنشاء المصنع على أحدث المستويات العالمية ليمثل نقلة نوعية لجميع الأنشطة المتعلقة بالتمور، وكشف وزير الزراعة عن فكرة لإنشاء معرض دائم للمنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية خلال الفترة المقبلة بمحافظة مسقط، ونوه بأن المجلس الأعلى للتخطيط اعتمد فى اجتماعه الأخير موقع السوق الخاصة بمنتجات الثروة الحيوانية. شاركت وسائل الإعلام العمانية كافة فى متابعة فعاليات المهرجان. فى هذا الإطار أبرزت المواقع الإخبارية الإلكترونية العديد من المواضيع نقلاً عن تقارير طبية وعلمية تؤكد أهمية التمور، على ضوء حديث نبوى شريف ورد عن الرسول "صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيراً"، وقال فيه: «من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره فى ذلك اليوم سم ولا سحر». من جانبها أكدت العديد من الدراسات الطبية والعلمية أن لتناول التمر – خصوصًا صباحًا على الريق قبل وجبة الإفطار- فوائد كثيرة لأنه من الأطعمة التى تعم بالفائدة على كل ما يتعلق بالصحة، لأنه يقوى الكبد تحديدًا، إلى جانب خفض نسبة الكوليسترول والوقاية من تصلب الشرايين، لاحتوائه على مادة البكتين، كما يخفف احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة، ويقى من مرض البواسير، ويحد من تشكل الحصى بالمرارة. مشروع عملاق لزراعة مليون نخلة جديدة يعد التمر المحصول الأول فى السلطنة، حيث يعتبر ثروة وطنية تمس نسيج الوطن بجميع مفرداته ومن الأهمية تعظيم مردوده الاقتصادى والاجتماعى والبيئي، من جانبها أكدت مجموعة من التقارير الاقتصادية تزايد الإقبال فى مختلف دول العالم على استيراد التمر العمانى، خصوصًا بعد أن أثبتت الدراسات العلمية أن سلطنة عمان تشتهر بإنتاج أجود أنواعه على المستوى العالمى، لاسيما أنها تعد من أهم الدول فى مجال زراعة النخيل، من جانبها تهتم الحكومة برفع معدلات التصدير وزيادة الإنتاج وتطوير زراعة أصنافه. ولذلك تقرر تنفيذ مشروع عملاق لزراعة مليون نخلة جديدة فى سلطنة عُمان. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف يتم تنظيم المهرجان، حيث تتحول الفعاليات التى تقام خلال فترة انعقاده إلى جلسات مؤتمر اقتصادى، إذ تتضمن مناقشات علمية بمشاركة المؤسسات الحكومية لبحث المجالات كافة المرتبطة بتفعيل الأنشطة الاستثمارية المتعلقة بهذا المحصول فى إطار استراتيجية التنمية الشاملة والمستدامة التى تستهدف تنويع مصادر الدخل، ورفع متوسط نصيب الفرد منه، وكذلك التوسع فى توفير المزيد من فرص العمل للشباب مع تشجيعهم على الالتحاق بمشروعات القطاع الخاص لدعم مجتمع المنتجين فى سلطنة عُمان، وذلك على ضوء السياسات الرامية إلى تطوير قطاعات الزراعة والصناعة من جهة إلى جانب تحقيق الأمن الغذائى وزيادة معدلات تصدير المنتجات الوطنية التى تحمل شعار «إنتاج عمان». تمثل مساحة الأراضى المزروعة بالنخيل 78% من إجمالى مساحة أراضى الفاكهة فى السلطنة وتضم 7.6 مليون نخلة، ووصل إجمالى الإنتاج منها حوالى 317 ألف طن، وتصدرت محافظة الداخلية كمية الإنتاج بواقع 66 ألف طن، ثم جنوب الباطنة 62 ألف طن، وتعد أكثر الأصناف إنتاجًا النغال والخصاب والفرض. سوق سنوية يستهدف المهرجان توفير سوق سنوية للتمور والتعريف بأفضل أصنافها، مع إتاحة الفرصة للمستهلك للانتقاء من بين خيارات متعددة، كما يسهم من جهة أخرى فى دعم المشروعات العاملة فى قطاعات الإنتاج والتصنيع مع الترويج لها بشكل منظم يساعدها فى الانتشار فى الأسواق الخليجية والإقليمية والدولية، إلى جانب تشجيع المزارعين والمنتجين على الاهتمام بالمحصول وكذلك بوسائل التغليف، ومراعاة قواعد سلامة الغذاء. بدأ تنظيم المهرجان السنوى اعتبارًا من عام 2013، ودورة بعد أخرى يتحول إلى ساحة مفتوحة لتبادل الخبرات التصنيعية والتسويقية بين المؤسسات المشاركة فيه، فضلاً عن أنه يمثل بيئة تنافسية بينها مما يساعدها على تجويد منتجاتها. يتحول المهرجان إلى محفل علمى ومنتدى حافل بالحوارات والدراسات المستفيضة التى يتابعها باهتمام المشاركون فيه، بينما يحتسون القهوة العُمانية ويتناولون التمر الشهى حلو المذاق الذى تشتهر السلطنة بإنتاج أجود أنواعه على مستوى العالم، بوصفها إحدى أهم الدول فى مجال زراعة النخيل.