رئيس مجلس الأعمال المصرى - الأوروبى: حان الوقت لإقامة منطقة التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والقاهرة. أكد رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، أهمية قيام المجتمع الدولى بإخماد النيران التى اندلعت فى منطقة الشرق الأوسط، وأصبحنا نرى فيها حروبًا بالوكالة، تعكس مواجهات بين القوى الدولية والإقليمية، ويتكبد المدنيون الأبرياء التكلفة من دمائهم. جاء ذلك خلال كلمته، ضمن فعاليات أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر صناع القرار الدولى، الذى يُنظّمه المجلس القومى للعلاقات العربية الأمريكية بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، بحضور ومشاركة نخبة من أبرز السياسيين والعسكريين فى العالم. وألقى «أبوالعينين»، كلمة أمام المؤتمر، أكد فيها أهمية منطقة الشرق الأوسط، وضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات التى تعصف بالمنطقة. وحذَّر «أبوالعينين»، من أن الموقف فى المنطقة مثير للفزع، ويتطلب المزيد من الانتباه واليقظة، إذ إن أى دولة فى العالم ليست بمعزل عن التهديدات التى أصبحت تتجاوز الحدود الإقليمية، فقد ضرب الإرهاب العاصمتين الفرنسية والبلجيكية ونيويورك فى الولاياتالمتحدة، ومناطق أخرى من الكرة الأرضية، رغم أن تلك المدن ظلت توصف لفترة طويلة بأنها مناطق آمنة. وخاطب «أبوالعينين» المشاركين فى المؤتمر، قائلًا: «هناك العديد من التساؤلات التى يمكن توجيهها إلى الإدارة الجديدة فى الولاياتالمتحدة، وبالتحديد الاستفسار عن رؤية تلك الإدارة لمنطقة الشرق الأوسط لكى تصبح أكثر أمنًا وأكثر استقرارًا وأكثر رخاء، متسائلًا: «هل يمكن أن تبذل الإدارة الجديدة جهودًا حقيقية لوقف نزيف الدماء فى منطقة الشرق الأوسط؟.. هل يمكن أن تتعلم الإدارة الأمريكية الجديدة من تجارب الماضى التى تسببت فى خسائر اقتصادية باهظة، وألحقت أضرارًا بالغة بأمن وتماسك شعوب المنطقة وبالشعب الأمريكى أيضًا، هل تقود تلك الإدارة الجديدة الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمات فى كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن؟. ومضى رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، متسائلًا: «هل تتوفر الإرادة السياسية لتلك الإدارة لوضع حد لحالة الجمود التى تمنع من التوصل إلى حل للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى؟.. هل يمكننا أن نطوّر معًا استراتيجية عالمية لإلحاق الهزيمة بالإرهاب؟، هل تقدم الإدارة الأمريكية القادمة على تقديم خطط وبرامج لشراكة اقتصادية يمكنها أن تزيد من حجم التبادل التجارى وتعزز الاستثمار وتشجع الإصلاح؟.. هل تقوم تلك الإدارة باحترام إرادة ورغبات جميع الشعوب، بما فى ذلك شعوب الشرق الأوسط، مع التخلى عن التدخل فى الشئون الداخلية لتلك الشعوب؟ خاصة أن تلك الشعوب لا تزال مستمرة فى خوض معاركها ضد الإرهاب؟ واستطرد «أبوالعينين» فى أسئلته قائلًا: «هل تثمن الإدارة الأمريكية الجديدة دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعلماء المسلمين والأزهر الشريف لتجديد الخطاب الدينى لمواجهة الفكر المتشدد الذى يُشوّه سماحة الإسلام؟.. واختتم قائلًا: «بالتأكيد فإن الإجابة عن تلك التساؤلات سوف تترك تأثيرًا واضحًا على العلاقات العربية - الأمريكية». فيما أكد «أبوالعينين»، أن المصريين يعملون على بناء دولة حديثة ديمقراطية ومدنية تستند لحكم القانون وتوفر حقوقًا مُتكافئة للمواطنين، كما تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير. وقال «أبوالعينين»، إن مصر استعادت الأمن والاستقرار السياسي، بفضل الشعب ومؤسساته القوية، موضحًا أن مصر تمضى على الطريق الصحيح لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، واسترداد مكانتها باعتبارها مهدًا للحضارة. وأشار رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق رؤية مصر 2030، التى تستهدف تطبيق خطة التنمية المستدامة وبناء مصر الحديثة. وأكد «أبوالعينين»، أن مصر لديها إمكانات و يمكنها أن تجعلها من بين أكبر 30 اقتصادًا فى العالم، وأن تحقق معدل نمو يصل إلى 12% سنويًا، ومضاعفة معدل الدخل الفردي، موضحًا أنه فى غضون أيام سوف يصدر قانون جديد للاستثمار، متضمنًا العديد من الحوافز غير التقليدية للشركات الوطنية والأجنبية مع تقديم إعفاءات ضريبية لفترة تصل إلى 10 سنوات مع تقديم الأرض مجانًا وتحقيق المساواة بين المستثمرين المصريين والأجانب، وتوفير مصادر الطاقة للمصانع ب 50% من قيمتها الفعلية، فضلًا عن العديد من الحوافز الأخرى. وقال «أبوالعينين» إن الولاياتالمتحدة تعد الشريك التجارى الأكبر مع مصر، كما أنها من أكبر المستثمرين الأجانب فى مصر أيضًا، وهناك العديد من قصص النجاح للشركات الأمريكية فى مصر، ولم تنسحب تلك الشركات من مصر رغم التغيرات السياسية التى شهدتها البلاد خلال السنوات الست الماضية. وأعرب «أبوالعينين»، بصفته عضوًا فى المجلس الرئاسى المصرى – الأمريكى، عن اعتقاده بأن الوقت قد حان لإقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والولاياتالمتحدة، خاصة أنه تم التفاوض حول هذه المنطقة على مدى عدة سنوات، مؤكدًا أن مصر يمكنها أن تحقق معدلًا مرتفعًا من النمو، كما يمكنها اجتذاب المزيد من الاستثمارات. ومن جانبه، أكد «أبوالعينين»، أن مصر تتيح موقعا استراتيجيا للمستثمرين، إذ يحتل هذا الموقع محورا فريدا على خطوط التجارة الدولية والخدمات. وقال «أبوالعينين» إن المشروعات العملاقة بمنطقة قناة السويس، تعد الأكبر من نوعها فى العالم، خاصة أن القناة يمر بها 17 ألف سفينة سنويا، متسائلا عما إذا كانت الحكومة الأمريكية تعتزم إنشاء منطقة للصناعات المتخصصة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؟ ومن ثم تصبح هذه المنطقة نقطة ارتكاز للشركات الأمريكية فى مصر؟». وأشار إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية مرت بفترات من التوتر ولكن الدولتين تجاوزتا هذه الفترات، ووجه أبو العينين الدعوة إلى المشاركين فى المؤتمر للحضور إلى مصر ليشاهدوا الحقيقة بأنفسهم. وطالب «أبوالعينين» المشاركين فى المؤتمر بإبلاغ مستشاريهم الاقتصاديين والمستثمرين الأجانب وكبار الشخصيات فى المجتمعات التى ينتمون إليها والمعلمين والطلاب، بمتابعة الأوضاع فى مصر عن كثب، مضيفا أنه على ثقة ومتفائل بأن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة بالغة القوة فى المستقبل.