حديقة الأندلس، أو «منتزه طنطا» كانت قطعة من الجنة ومتنفساً لكل أهالى الغربية ومحافظات وسط الدلتا، قبل سنوات كبيرة، ولكن كل المسئولين عنها والقائمين عليها فى وزارة الزراعة والمحليات، نسوها منذ 20 عاماً حتى تحولت إلى «خرابة» على قطعة أرض يقدر قيمتها ب3 مليارات جنيه، ودارت حولها صراعات بحجة تطويرها، ولكن لم تتمكن جهة واحدة من المتصارعين عليها، سواء فى وزارة الزراعة أو حتى محافظة الغربية من النهوض بها وتحويلها إلى بستان حقيقى أو حديقة زاهرة غنية بالورد والحيوانات، خصوصاً أن اسمها أيضاً «حديقة الحيوانات». ومنتزه طنطا التى تحولت إلى «خرابة» بالواقع عادت لتخطف الأنظار «بحسرة» بعد فتحها بلا تطوير ولا تحديث ولا تشجير، للمواطنين مقابل 5 جنيهات للفرد، وتوافد أهالى طنطا وأقبلوا مبتهجين لدخول المنتزه، ولكن أصيبوا جميعاً بخيبة أمل وحسرة. فالحديقة التى تتوسط شارع البحر الرئيسى بطنطا، التى تواجه مبنى ديوان المحافظة وقصر المحافظ وبها فيلا مدير الأمن واستراحة السكرتير العام، وتحتل مساحة تقدر بنحو 10 أفدنة بقيمة مالية تقدر بنحو 3 مليارات جنيه أصبحت خاوية على عروشها، وحتى الشجر فيها يندب حظة وبعض الطيور والحيوانات تشعر بالوحدة واليأس وانتظار الموت لتنتقل من الحديقة إلى تحت التراب وقال الأهالى إنهم فوجئوا بالحالة المزرية التى وصلت لها حديقة الأندلس، فلا يوجد غير أطلال لحديقة وأشجار ما حدث للحديقة يشكل جريمة متعمدة لإهدار المال العام بعدم استغلال هذا المكان وهذه المساحة، وهذا الموقع المتميز. وقال محمود العسال من أبناء طنطا إن واقع الحديقة يؤكد أننا نسير للعكس، فمن غير المعقول أن تتحول الحديقة الغناء إلى «خرابة» بهذا الشكل المزرى فى الوقت الذى تكسب فيه كافيهات صغيرة آلاف الجنيهات يومياً وتجذب المواطنين بما تقدمه من خدمات ترفيهية. وطالب الأهالى نواب طنطا بتقديم استجواب عاجل لوزير الزراعة حول إهدار المال العام المتمثل فى عدم استغلال حديقة الأندلس بطريقة اقتصادية متطورة، ففى الوقت الذى تحولت فيها قطع من الأراضى الزراعية بطريق طنطاالقاهرة إلى كافيهات تجذب الناس وتكسب ملايين أصبحت منتزه طنطا خرابة تحقق خسائر فادحة.
