سلسلة حافلة من الانقلابات في تاريخ الحكم القطري، حيث لم تشهد منذ أعوام طويلة انتقال طبيعي للسلطة، واعتادت العائلة الحاكمة الانقلاب على بعضها البعض. كان الشيخ خليفة بن حمد الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 84 عامًا، أول من انقلب على ابن عمه في 22 فبراير من عام 1972. ولم يمهل القدر الشيخ خليفة، فبعد حكمه لقطر لأكثر من 20 عامًا جاء ابنه الشيخ حمد بن خليفة، لينقلب عليه ويتولى منصب أمير الدولة القطرية مستغلاً مرض والده وسفره للعلاج. ولم تتوقف سلسلة الانقلاب في قطر، حيث جاء الشيخ تميم بن حمد أمير قطر الحالي لكرسي الحكم بنفس الطريقة، ولكن هذه المرة بمساعدة والدته الشيخة موزة. ويعد الشيخ خليفة بن حمد بن عبد الله، سادس أمراء قطر، وهو من مواليد 17 سبتمبر عام 1932، وهو أحد أبناء الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، وتم تعيينه وليًا للعهد في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، وفي 22 فبراير 1972 تولى مقاليد الحكم بعد قيامه بانقلاب أبيض على ابن عمه. وكان الشيخ خليفة قد اعتبر نفسه هو ولي العهد الشرعي بعد وفاة جده عبدالله، الذي جعل ولاية العهد لابنه حمد قبل وفاة الأخير عام 1947 في حياة والده، فتنازل الشيخ عبدالله بن قاسم عن الحكم سنة 1368ه /عام 1949، إلى ابنه الثاني علي بشرط أن يتولى ابن أخيه خليفة بن حمد ولاية العهد. وظل الشيخ علي يحكم إلى أن تنازل عن الحكم لابنه أحمد عام 1960، وعين ابن عمه خليفة وليا للعهد، إلا أن الشيخ خليفة لم يرضخ لتنازل عمه علي بن عبدالله لابنه، واعتبر نفسه أحق بالحكم من ابن عمه، وفي 22 فبراير 1972 استطاع الشيخ خليفة بن حمد أن يخلع ابن عمه، ويستولى على السلطة، وتولى مقاليد الحكم في قطر.
