يبدو أن الانقلابات أمر معتاد داخل الأسرة القطرية الحاكمة ، صارت ظاهرة داخل دويلة قطر واعتاد قادتها وشيوخها أن يصلوا إلي عرش السلطة والحكم بانقلاب تلو آخر ، الذين ضربوا المثل الأعلى في كيف يكون الانقلاب وكيف يتم الاستحواذ علي السلطة رغم أنف الحاشية القطرية والشيخ خليفة أشهر هؤلاء . ففي مثل هذا اليوم 22 فبراير 1972 قاد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني " مواليد يناير 1932 " و سادس أمراء قطر بانقلاب ضد ابن عمه أحمد بن علي آل ثاني فى صورة تراجيدية كبيرة أدهشت القطريين قبل الجيران العرب . الشيخ خليفة أحد ابناء الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني ، عين وليًا للعهد في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، في 22 فبراير 1972 تولى مقاليد الحكم بعد قيامة بانقلاب" أبيض " . في عهده انضمت قطر إلى جامعة الدول العربية، وساهمت بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، كما زاد إنتاجها من البترول، ايضا تم تصدير أول شحنات الغاز الطبيعي عام 1995، لكن الاهم انه ترك الحكم بعدما تم عزله في انقلاب أبيض ايضا قام به ابنه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعاش بعدها فترة خارج قطر ما بين السعودية التي حاولت اعادته للحكم بالقوة لكنها فشلت والامارات التي اكتفت فقط باستضافته، ولم يعد إليها إلا عام 2004 للمشاركة في تشييع إحدى زوجاته، الأمر الذي اثر على العلاقات بين قطر و كل من السعودية و الامارات. والغريب أن الشيخ حمد الابن استغل فرصة سفر والده خارج قطر ليعلن استيلاءه علي الحكم و عزل والده ، والاغرب أنه قام باعتقال 36 من انصار والده كل ذلك بمعاونة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي عين وزيرا للخارجية و رئيسا للوزراء . اللافت أنه بعد مرور 23 عاما تكررت ، ويا لسخرية القدر نفس الحجة التي برر بها الشيخ خليفة انقلابه علي ابن عمه ، حيث ادعى ابنه الشيخ حمد انه قرر تولي سدة الحكم فقط من أجل محاربة الفساد منقلبا علي والده بعد أن ضربه الضعف ولم يعد " قادرا " علي بناء دولة قطر الحديثة. المضحك المبكي في العائلة القطرية ، ان الشيخ حمد وضع والده الشيخ خليفه قيد الاقامة الجبرية في احد المراكز الطبية تحت دعوى اصابته بأمراض الشيخوخة ، ليهبط من علياء العرش الي قيد الأسر . وحتي لا تتكرر نفس المأساة معه قام بالتنازل عن العرش طواعية لابنه من زوجته الشيخة موزة الأمير تميم بالرغم من عدم احقيته بتولي العرش، و الاسباب المعلنة ان صحة الشيخ حمد في تدهور مستمر.