"أترك لكم الفخار وليس العار، سأقوم باقتحام سرت وقد استشهدوا، اقتحامي لسرت، يعد بمثابة مواجهة 40 دولة ظالمة، فقد استشهد فلا تحزنوا ولا تبكوا".. آخر كلام تفوه به الرئيس الليبي الراحل مُعمر القذافي قبل مقتله، حيث ظهر هذا الحديث في تسجيل نُشر له اليوم بعد 5 أعوام من مقتله، مما آثار جدل واسع، حيث أربك الحسابات وطرح سؤال (القذافي ظالك أم مظلوم؟). وتحل اليوم 20 - 10 - 2016، الذكري الخامسة لمقتل العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي، ومازالت الفوضي العارمة تضرب البلاد، حيث سيطرت الميليشات المسلحة والتنظيمات الإرهابية على أرض أحفاد المُختار، «خمس سنوات» على مقتل «القذافي» حولت ليبيا إلى مشهد كبير من الفوضى والصراع المسلح والسياسي. معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي.. ولد في 7 يونيو 1942، في مدينة سرت، وتلقى تعليمه الأول فى بلدته، ودرس ما بين عامي 1956 و1961 فى مدينة سبها. شكل القذافي، خلال دراسته الأولى مع بعض زملائه نواة لحركة ثورية متأثرة بالزعيم جمال عبد الناصر، طرد من المدرسة لنشاطاته السياسية، لكنه أكمل بعد ذلك دراسته فى الأكاديمية العسكرية فى بنغازي، وتخرج فيها عام 1963، وأرسل فى بعثة للتدريب العسكري فى بريطانيا عام 1965. وبعد مرور 5 سنوات على سقوط نظام القذافى، فشل الشعب الليبى فى اختيار حكومة تحقق آماله وطموحاته، فى ظل تفاقم الأزمات المعيشية لليبيين بسبب الاضطرابات الأمنية والوضع الإنسانى الصعب فى البلاد، حيث نجد أن أغلبية النازحين يعانون من نقص الدخل وارتفاع الأسعار فى ظل عدم توافر السيولة المالية فى المصارف، وتهجير ملايين الليبيين من بلادهم بسبب الصراعات المسلحة بين الميليشيات المدعومة من دول إقليمية تسعى لتأجيج الأوضاع فى ليبيا. كان مقتل القذافي مؤشرًا على الاتجاه العام الذي ستأخذه ليبيا بعد وقيام الكتائب المسلحة، التي ساهمت بشكل كبير في عدم ارتكاز مؤسسات الدولة خلال المرحلة الانتقالية، والتي من المعترف أنه من اصعب المراحل التي تمر عليها أي دولة هي المرحلة الانتقالية، خاصة في ليبيا التي خلق فيها العقيد معمر القذافي على مدار 40 عامًا من الحكم بقبضة حديدية، نظامًا سياسيًا شاذا في تغييب كامل للحياة السياسية ولمظاهرها من برلمان وأحزاب وانتخابات. ارتبط معمر القذافىي بعلاقات ممتازة مع قادة القارة الإفريقية التى كانت يسعى لبناء كيان وحدوى فى كافة المجالات لمواجهة التغول الاستعمارى الغربي، عبر طرح مشروعات مشتركة بين دول القارة، وكان للعقيد الراحل شعبية كبيرة جدًا فى دول القارة الإفريقية حتى أنه كان يفضل تلقيبه ب"ملك ملوك أفريقيا" وذلك لارتباطه الشديد بحكام القارة الأفارقة وشيوخها بسبب دعمه الكبير لهم بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فى تلك المجتمعات.