رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رهان أمريكا على إمكانية قيام ثورة داخلية فى إيران ضد النظام الحالى خاسر . وقالت الصحيفة إن أمريكا تراهن على أن تقوم المعارضة الإيرانية، بالثورة التى تعقى واشنطن من القيام بحرب على إيران لوقف برنامجها النووى. إلا أن هذا الأمر لن يحدث فى ظل كل المعطيات الحالية . وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب "ايمانويل اوتو لنج " العضو البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فى أمريكا، ومؤلف كتاب "الباسدران" داخل فيلق الحرس الثوري الإيرانى" ، إن المخاوف الأمريكية من أن تؤدى أى ضرية لإيران، لتدعيم قوة النظام بدلا من إضعافه داخليا، لا أساس لها من الصحة. وأضاقت أن وزير الدفاع الأمريكى "ليون يانيتا" أكد أكثر من مرة أنه على الولاياتالمتحدة أن تدرس وتحلل أى خطوة ورد الفعل الناتج عنها قبل القيام بها، وقالت الصحيفة إن "بانيتا" على قناعة تامة بأن رد الفعل لأى ضربة امريكية لايران يمكن ان يكون اكثر ضررا . واوضحت انه رغم ان "بانيتا" قال فى اكثر من مناسبة ان كل الخيارات متاحة فى الملف الايرانى ، وانه لا يستبعد اى احتمال بما فى ذلك الحرب ، الا ان الادارة الامريكية لازالت تفضل الانتظار ، لعل التغيير يأتى من الداخل . ونقلت الصحيفة عن "بانيتا" قوله ان ضرب ايران يمكن ان يعطى النظام الحالى قوة وتأييدا سواء فى الداخل او الحارج ، بدلا من زيادة عزلته الحالية فى المنطقة. واكدت الصحيفة ان رؤية الادارة الامريكية تلك يمكن ان تكون سياسة حكيمة ، اذا كانت المعارضة الايرانية متماسكة وقوية ومتحدة الاهداف . وقالت انه من المؤسف ، بعد عامين ونصف من خروج المظاهرات الايرانية للشارع احتجاجا على تزوير انتخابات الرئاسة التى اعيد فيها انتخاب الرئيس "احمدى نجاد" مرة اخرى ، فأن فرص المعارضة فى تغيير النظام ضعيفة. واشارت الى انه منذ وضع اثنين من قادة المعارضة قيد الاقامة الجبرية، وهما "حسين موسوى" و"مهدى خروبى" قبل عام ، لم تفلح اى جهود فى تحرير الرجلين. واوضحت الصحيفة ان المخاوف الامريكية من ان يؤدى ضرب ايران الى توحيد الايرانيين، تقوم على خلفية تاريخية ، وهى أنه ،عندما غزت فوات الرئيس العراقى الرحل "صدام حسين" ، ايران عام 1980 برزت الروح الوطنية وتوحد الايرانيون ضد "صدام" بما فى ذلك العرب الذين يعيشون فى جنوبايران، الذين راهن عليهم "صدام". ورأت الصحيفة ان الشعور بالوطنية والقومية ، يمكن ان يتبدد ، بعد الحروب ، واضافت انه باستثناء ماحدث فى مصر بعد حرب الايام الستة صد اسرائيل بقيادة الرئيس الراحل "جمال عيد الناصر" ، فأن كل النزاعات والحروب التى شهدتها المنطقة العربية وانتهت بالهزيمة، غالبا ما ولدت شعور بالاحباط واليأس وفجرت ثورات وتمرد ونزاعات مسلحة وشغب واضطرابات. وقالت ان الارجنتينيون اطاحوا بالحكم العسكرى بعد الهزيمة فى حرب "فوكلاند" الشهيرة مع بريطانيا عام 1982 . ونفس الوضع فى صربيا ، فبعد 78 يوما من ضربات حلف الناتو لصربيا فى عام 1999، والمعاناة التى تغرض لها الصرب ، تخلص المواطنون من زعيمهم " سلوبودان ميلوسوفيتش" رغم انهم ظلوا يرفضون محاولات انفصال "كوسوفو" . وعودة الى ايران فأنه اذا تصورنا الوضع ، بغد تحطيم الترسانة البحرية الايرانية والحاق الهزيمة بالحرس الثورى الايرانى وتمدير كل ما لدى النظام من اسلحة وقدرات مادية ومعنوية، فهل يلتف الايرانيون المضارين من الحرب حول النظام ويعطونه فرصة اخرى ، لأنهم اصبحوا يكرهون امريكا اكثر مما كانوا يكرهون قبل الحرب ؟! وقالت الصحيفة ان نصف الايرانيين ليسوا من اصول فارسية وهناك الاكراد الذين لم يضعوا اسلحتهم طوال السنوات الماضية. وخلصت الصحيفة الى انه على امريكا ان تدرك ان الحرب ستعجل بتغيير النظام ، فضلا عن وقف البرنامج النووى ، وغيرها من الفوائد الاستراتيجية.