لاتزال الأحداث في مصر تشغل حيزا هاما على صفحات الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، ونشرت تقارير ومقالات تتحدث عن خدش جنود الجيش لحياء الفتيات في مصر وتعريتهن وسحلهن على الارض، بالاضافة الى اخر التطورات في سوريا والعراق. فتاة "التحرير" الاقوى نشرت صحيفة "الشرق الاوسط" مقال للكاتبة ديانا مقلد تحت عنوان "قوة فتاة التحرير" حيث تشير الكاتبة الى حادثة اعتداء جنود من الجيش المصري على فتاة في التحرير وتجريدها من ملابسها وسحلها على الارض عارية ، منتقدة تعليقات البعض حولها . وتقول الكاتبة: " باتت صورة فتاة التحرير أقوى من أي تجاوز آخر جرت محاولات التفاف عليها. فمن تصريح رسمي يؤكد التحقيق في الأمر لكنه يدعو للبحث عن الظروف التي جرت فيها حادثة الاعتداء، إلى إعلاميين لم يترددوا في القول "ما الذي أتى بالفتاة إلى ميدان التحرير؟".. وكأن التظاهر هو حكر على الذكور. هناك من فتح الهواء لتعليقات مريضة من نوع "لماذا كانت الفتاة ترتدي عباءتها على اللحم فقط؟"، أو أن تلك الفتاة ليست شرف مصر وأن المجمع العلمي هو شرف مصر.. طبعا لائحة الهذيان هذه طويلة إذا وددنا الاسترسال فيها. "فتاة التحرير" وبكل صدق هي اليوم الأقوى من أي سلطة، سواء أكانت عسكرية أو دينية، وهي دليل جديد لم نكن نحتاجه على أن ثوراتنا لا تزال في بداياتها، وأن النهايات ستبقى بعيدة ما لم نحسم موقفنا من العنف وما لم نقر بالمرأة شريكا مساويا وحرا في الحياة وفي الخيارات. تعرية المنتقبات وتحت عنوان "تعرية المنتقبات في مصر الثورة " انتقدت صحيفة "القدس العربي" في مقال خاص الاخطاء الكارثية التي يرتكبها الحكم العسكري ورجاله في مصر، مشيرة الى مشروعية المطالب بعودة العسكر الى ثكناتهم وتسليم الحكم الى رئيس مدني وحكومة منتخبة في اسرع وقت ممكن. ويقول المقال "ان يعتذر المجلس الاعلى للقوات المسلحة رسميا عن الاعتداءات غير الاخلاقية التي طالت المتظاهرات على يد عناصر الشرطة العسكرية خلال اضطرابات شارع قصر العيني قبل ايام فهذه خطوة غير مسبوقة، ولكن هذا الاعتذار لا يكفي طالما ان المسئولين عن تعرية الفتيات وخدش حيائهن لم يقدموا الى محاكم عادلة لتلقي العقاب الذي يستحقونه". ويتابع المقال " المرأة المصرية التي لعبت دورا بارزا ومتميزا في الثورة، وجنبا الى جنب مع الرجل، لاطاحة نظام ديكتاتوري فاسد تستحق التكريم لا المساس بشرفها واهانة كرامتها وسحلها بطريقة مهينة ومقززة، وبصورة احدثت حالة من الغضب في مختلف انحاء مصر في اوساط النساء والرجال على حد سواء". ماذا يراد بمصر ويتساءل الكاتب يحيي الجمل "ماذا يراد بمصر؟" في مقال نشرته "الشرق الاوسط" ويقول الكاتب "الذي جرى في أرض الكنانة في الأسبوع الأخير يستعصي على الفهم. على مدى التاريخ الطويل كان المصريون يحبون تراب أرضهم وكانوا بطبيعتهم ينفرون من العنف.. كانوا مسالمين لا يبادرون بالعدوان على أحد.. كان هذا هو حال المصريين على مدار التاريخ القريب منه والبعيد. ما الذي جرى حتى يتحول بعض المصريين من النقيض إلى النقيض؟ ما الذي جرى حتى يعم التطرف والتعصب قطاعا غير قليل من أبناء مصر؟ ". تقديري أن ذلك يعود إلى أسباب في الداخل، وأسباب واردة من الخارج. ويتابع الكاتب " إن الذي يقرأ المخططات الصهيونية للمنطقة كلها؛ وفي مقدمتها مصر بطبيعة الحال بحسبانها أكبر دول المنطقة وأكثرها تأثيرا في محيطها، يدرك بوضوح أن هدف الصهيونية الكبير هو ضرب مصر في عقلها وقلبها؛ بل ووجودها نفسه في مقاتل عديدة وليس في مقتل واحد.. إنهم يعتبرون أن حكم مبارك الحليف الاستراتيجي لهم كان بمثابة كنز فقدوه، وقد اعتادوا على عدم الفقد وإنما على المكاسب المتتالية بعضها وراء بعض، فلما حدث زلزال 25 يناير انطلقت بالنسبة لهم نذر الخطر وكان لا بد من الاستجابة والرد على هذه النذر". الفجوة تتسع واشار الكاتب جميل مطر في مقال نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية الى عدم الثقة والتربص الدائم بين المثقفين والسلطة في مصر تؤدي الى اتساع الفجوة بينهم. ويقول الكاتب "نشأت بين المثقفين والسلطة في مصر على امتداد ستين عاماً علاقة معقدة، لا تخلو من الشكوك المتبادلة وعدم الثقة والتربص الدائم . يذكر أبناء الجيل الذي أنتمي إليه أن إحدى أهم القضايا الوطنية في عقد الستينات كانت قضية الاستعانة في إدارة شؤون الأمة بأهل الثقة أم بأهل الخبرة . كانت الشكوى غامرة من انحياز النظام الحاكم إلى أهل الثقة، وأكثرهم من العسكريين السابقين أو العاملين ومن يجري في فلكهم، وتفضيله إياهم على أهل الخبرة عند التعيين في الوظائف العامة، وبخاصة المناصب الكبيرة، وكان في حكم المتوقع دائماً استبعاد جهات السلطة لكثير من الحاصلين على شهادات عليا من الخارج، لمجرد أن مواقفهم السياسية خلال فترة وجودهم في بلاد الدراسة العليا لم تكن على المستوى المطلوب" . ويختتم الكاتب " مراحل ثلاث، لا توجد بينها مرحلة واحدة تعامل النظام السياسي بإيجابية مع المثقفين والمفكرين، ليس هذا وقت البكاء على حليب مسكوب، ولن نندم على ما لم نفعله لتحسين شروط العلاقة بين السلطة الحاكمة والمثقف المصري، مصر الآن على باب مرحلة جديدة يحاول الثوار، وبعضهم ينتمون بالفعل أو بالحلم إلى جماعات المثقفين، أن يجعلوها بداية عصر جديد يختلف “جذرياً” أي ثورياً عن العصر الذي بدأ في الخمسينات من القرن الماضي، ولن أجازف بالتنبؤ وسط سيولة بالغة وهجمة مضادة ومتوحشة، ولكن أستطيع أن أعبر عن شعور جارف بالثقة في أنه لا عودة إلى الوراء مهما طال الزمن، فالثورات كالجرافات تزيح الركام من فوق السطح وتحرث الأرض، فينمو النبت الجديد زاهياً وقوياً" . ديكتاتورية المالكى وعن الشأن العراقي نشرت "الشرق الاوسط" مقالا للكاتب عبدالرحمن الراشد تحت عنوان "الديكتاتور يلاحق ويهدد ويطرد" ، مشيرا الى ديكتاتورية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ويقول الكاتب:" المالكي يملك صلاحيات لا مثيل لها في العالم، هو رئيس الوزراء، وأيضا وزير الداخلية، وكذلك الأمن الوطني، ورئيس المخابرات، وفعليا لا يزال وزير الدفاع وإن كان أسند الوزارة - إسنادا وليس تعيينا - لسعدون الدليمي". في العراق، كل السياسيين يدركون أن المالكي ديكتاتور بالممارسة، رغم أن القانون العراقي يحمل الكثير من الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. لكن، بكل أسف، الفصل وهمي لا أساس له على أرض الواقع. وكما نرى، فخصوم المالكي ملاحقون؛ إياد علاوي، زعيم القائمة العراقية، يمضي معظم أيامه خارج بلاده بعد عدة محاولات اغتيال، حاليا في بيروت. والهاشمي أنزل من الطائرة ومنع من السفر مع أنه نائب رئيس الجمهورية، فاضطر للجوء إلى كردستان. والمطلك جالس في منزله لا يستطيع حتى استقبال الإعلام، ورافع العيساوي، وزير المالية الذي من نفس القائمة محاصر في بيته دون تهمة بعد! المالكي يفاخر في واشنطن عندما يقابل الأمريكيين بأنه تصدى لعدوهم الصدري. وفي طهران يؤكد لقادة النظام أنه جاد في مطاردة القيادات السنية. وفي داخل حزبه، حزب الدعوة، أيضا ألغى المالكي زعيم الحزب إبراهيم الجعفري. وبالتالي، المالكي ديكتاتور حقيقي، وسيكون مشكلة لكل مكونات الساحة السياسية العراقية، الساحة التي عندها حساسية مفرطة تجاه شخصية الديكتاتور منذ زمن صدام. مجازر سوريا وفي الشأن السوري نشرت صحيفة "الحياة" تقريرا تحت عنوان "سوريا: تصعيد العنف يستنزف الحل العربي" ويقول التقرير: " ينتظر ان يصل اليوم الى دمشق وفد من مجموعة المراقبين الذين وافقت الحكومة السورية على عملهم على اراضيها بموجب البروتوكول الذي وقعته مع الجامعة العربية. ويرأس الوفد الذي يعتبر مقدمة لبعثة المراقبين السفير سمير سيف العزل ويضم الوفد السفير وجيه حنفي ونحو 20 من كبار موظفي الامانة العامة للجامعة للتباحث مع المسؤولين السوريين في خطوات تنفيذ البروتوكول وترتيبات نشر المراقبين العرب. ويأتي وصول الوفد العربي فيما تسيطر على الوضع الميداني في سوريا اخبار عمليات القتل والمجازر التي وقعت في اليومين الماضيين في منطقة جبل الزاوية بمحافظة ادلب. ويرى مراقبون ان من شأن هذه العمليات ان تستنزف الحل العربي عشية وصول المراقبين. وقال ناشطون ان قوات الامن السورية قتلت خلال هذين اليومين اكثر من مائتي شخص، فيما اعتبر اسوأ الاعمال الدموية التي ترتكبها هذه القوات منذ بدء الانتفاضة. واستهدفت العملية الامنية قرية كفرعويد التي يحاصرها الجيش منذ السبت الماضي وبعدما لجأ سكانها الى الاحتماء في احد الوديان، قامت القوات الامنية بمحاصرتهم وقصفهم بقذائف المدفعية والدبابات والقنابل والرشاشات وقدر عدد الذين قتلوا باكثر من مائة شخص.