تتوالي الاتهامات المتبادلة بين روسياوالولاياتالمتحدة مع تطور الأوضاع في سوريا والحوادث التي يتعرض لها المدنيين بأستمرار من قبل كلا الخصمين. وبدأ الهدف الحقيقي للتدخل العسكري لروسياوالولاياتالمتحدة في الظهور بعد عدة حوادث أستهدفت فيها روسيا المدنيين وأستهدفت أمريكا مناطق يسيطر عليها مؤيدون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن الأمر لم يعد يقتصر علي استعراض القوة ومحاولة السيطرة علي سوريا من كلا الطرفين، إذ قامت واشنطن وموسكو بإتخاذ بعض الخطوات الدالة علي إمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة. احتفلت أمريكا في مايو الماضي، بوضع أساس قاعدة صواريخ اعتراضية متوسطة المدي من طراز "إس ام -3" في قرية ويدزيكوفو في شمال بولندا وستصبح جاهزة للعمل في 2018، ولم يكن وقع هذا الحدث علي روسيا هيناً، حيث اعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمثابة تهديد صريح لأمن الحدود الروسية، بالإضافة إلي أنه صرح بأن روسيا سترد بالشكل المناسب علي ذلك ووصفه بأنه تهديد للأمن القومي الروسي، مما جعل المناطق التي وضعت فيها أمريكا القواعد، هدف عسكري لروسيا. والجدير بالذكر أن بوتين اعتبر استراتيجية أمنية روسية جديدة في 2009، بعنوان "في شأن استراتيجية الأمن القومي لروسيا الاتحادية"، وذلك بعد إنتشار بعض الشائعات عن نية الولاياتالمتحدة في شن حروب طاقة علي روسيا بالسيطرة علي خط الغاز الروسي المار في سوريا، حيث وضع الولاياتالمتحدة للمرة الأولى ضمن التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي الروسي وذلك في علامة على تدهور العلاقات مع الغرب في السنوات الماضية. وأستمر كلا الطرفين في الحرب الباردة وتبادلت الأتهامات حول حقيقة التواجد العسكري لكلا منهما في سوريا، حيث أتهم الجيش الروسي، الولاياتالمتحدة بتهريب النفط من روسيا إلي تركيا في حين دافعت أمريكا عن نفسها بأنها كميات ضئلة لا تذكر. وفي نفس السياق، أطلقت أمريكا حملة علي روسيا تتهمها فيها بالأنحياز لنظام الأسد وقتل المدنيين، كما صرح مسئولون في البنتاغون "وزارة الدفاع الأمريكية"، بأن روسيا تزعزع أحد أقوي التحالفات الدولية في التاريخ وتمنع وصول قوافل المساعدة إلي المناطق المقصوفة في سوريا. يضاف إلى ذلك، أن أمريكا ألقت الأضواء علي إستخدام روسيا لحق الفيتو في تعطيل مشاريع من الممكن أن تنهي الحروب التي يشنها النظام السوري علي المدنيين، 5 مرات منذ بدء تدخلها العسكري