استمرارا لحالة الفوضى التى وصلت إليها البلاد منذ فجر الجمعة الماضية والتى أدت الى الاشتباكات بالسلاح بين المعتصمين والجيش بشارع مجلس الوزراء دون أدنى مسئولية من الطرفين على المصلحة العامة حتى تحولت إلى حروب أهلية لنعرف متى تنتهى وتتم السيطرة عليها، حيث توافد بعض المصابين الى مستشفى قصر العينى بلغ عددهم اكثر من 40 مصابا أغلب هذه الحالات مصابة بطلقات نارية حية . انتقلت "بوابة الوفد"الى مستشفى قصر العينى لرصد هذه الحالات حيث التقت بالحالة الأولى وهو طفل لا يتعدى عمره "14عاما" يدعى نبيل حمدى سيد والذى اعتاد على الذهاب الى التحرير لمشاهدة الأحداث وساقه القدر أن يذهب إلى مكان الأحداث ليصاب بطلق نارى أسفل البطن وهو فى حالة صحية سيئة للغاية حتى لم يستطع التحدث معنا, بينما قالت والدته والدموع تسبق حديثها إنها تقيم بالمعادى واشتركت فى الثورة وكانت تصطحب معها اطفالها ولكن بعد نجاح الثورة وخلع الرئيس مبارك قررت عدم الذهاب ثانية الى التحرير وانتظرت حكم القضاء على هؤلاء المفسدين, لكن صغيرها توجه دون علمها الى مكان الاحداث لمشاهدة ما يحدث حتى فوجئت الأم باتصال هاتفى يبلغها ان ابنها بالمستشفى وعندما اسرعت الى هناك وجدت فلذة قلبها داخل غرفة العمليات لإجراء جراحة له واستخراج الرصاصة . والحالة الثانية كانت لأحد المعتصمين الذى يعمل "خراط" ومصاب بطلق نارى بالقدم حيث أكد أنه منذ بداية الاعتصامات وهو مشارك مع المعتصمين واثناء الاشتباكات فوجئ بطلق نارى رشق فى "الر كبة" مما أفقده القدرة على حركة قدميه وتم نقله الى المستشفى واجراء جراحة له . والحالة الثالثة هى حالة احمدعبد الرحمن "حداد مسلح" ومصاب بطلق نارى بالصدر والذى أكد أنه اعتاد على المشاركة فى الانتخابات وانه عندما علم بما يحدث للمعتصمين امام مجلس الوزراء أسرع بالتوجه الى هناك بعد صلاة المغرب لمساعدة المعتصمين فى نقل أمتعتهم من المكان واثناء مشاركته لهم فوجئ بطلق نارى لايعرف من اين تم إطلاقه رشق فى صدره فسقط على الارض غارقا فى دمائه حتى تم نقله الى المستشفى . والحالة الرابعة كانت لكريم احمد بيومى طالب مصاب بطلقتين بالصدر والبطن تسببتا فى قطع بالكبد والمعدة, أكد والد المصاب ان نجله كان متوجها بصحبة صديقه ليحضرا فرح صديقهما وهما فى الطريق شعر بالجوع فأشار على صديقه بشراء وجبة غذائية واثناء قيامهما بشرائها اكتشف ان هناك اشتباكات بالمكان وقبل فراره اصيب بطلقات نارية . والحالة الخامسة لأحمد حسين عبد العزيز من سوهاج ومقيم ببولاق الدكرور ويعمل "مبيض محارة" والذى لم يتمكن من الحديث لسوء حالته وإجراء جراحة له بينما أكد والده ان نجله كان عائدا من عمله واثناء مروره من مكان الاحداث اصيب بطلق نارى بفتحة الشرج مما تسبب فى تهتك بالمكان . ايهاب 35 عاما صاحب ومدير شركة استيراد متزوج ولديه ولد وحيد: يقول على الرغم من رفض زوجتى المشاركة فى المظاهرات الا اننى رفضت الرضوخ لتوسلاتها وأصريت على خوض التجربة والمشاركة فى بناء مصر والدفاع عن حقوقنا الشرعية ويستطرد قائلا: اعتصمت بجوار مجلس الشعب بعد ان وجدت فى مطالب المعتصمين ما أسعى اليه كمواطن مصري يصر ان يعيش بحرية وكرامة وعدالة . ويصف ايهاب الصورة فى الشارع يوم السبت بأنها كانت اشبه بساحة حربية يتم فيها استخدام جميع الاسلحة بداية من الخرطوش والرصاص الحى الذى حصد العديد من أرواح الابرياء والعصا الكهربائية وقنابل المولوتوف ويضيف فوجئت بخروج قوة من ضباط الجيش من مركز المعلومات وقاموا بإطلاق الرصاص الحى علينا واثناء هروبنا لاحظت وقوع إحدى الفتيات على الارض وقيام اكثر من عشرة افراد بالاعتداء عليها وضربها بجميع انحاء جسدها فرجعت اليها لإنقاذها من بين ايديهم فاصيبت بطلق نارى بقدمى اليسرى اخترقت الركبة ولم يكتفوا بذلك بل انهالوا على بالضرب المبرح بجميع انحاء جسدي ثم تركونى فى اعياء شديد حتى جاءت سيارة الاسعاف وتم نقلى لمستشفى قصر العينى ويختم ايهاب حديثه مؤكدا انه لم يشعر بأى ندم على اصابته مؤكدا ان ثورة 25 يناير منذ اندلاعها اعطتنى الامل والثقة من جديد فضلا عن احساسى باننى مازلت شابا, كما انها ربت جيلا جديدا على مبادئ وقيم قام النظام السابق بسلبها منا وافقدنا الثقة فى انفسنا طوال عقود طويلة من الصمت والخوف . سامح انور عواد موسى 25 عاما شاب مصري عادى ليس له اى انتماءات سياسية, لكنه غيور على وطنه وكرامته الذى يراه يوما بعد يوم يذهب ويضيع هباء ويراه مهانا وينحدر ويفقد دوره الاقليمى وفى خضم انتفاضته اصيب برصاص الغدر, إصابته كانت امرا بالغ الصعوبة على شقيقه ووالدته ووخطيبته والمقربين منه, وبصوت حزين قال شقيقه محمد نقيم بشبين القناطر محافظة القليوبية جاء سامح الى ميدان التحرير لشراء بعض مستلزمات اجهزة الكمبيوتر حيث يملك كافيه نت وهو العائل الوحيد لوالدتى وشقيقتنا دعاء وفور وصوله لميدان فوجئ باندلاع حرائق ومظاهرات بشارع مجلس الوزراء فتوجه الى الشارع لمتابعة الموقف ومساعدة المصابين ولسوء حظه العاثر اصيب بطلقتين ناريتين نتج عنها تهتك بالكليتين اجرى على اثر الاصابة 3 عمليات حتى الآن, يبكى شقيقه بحرقة كل ما اتمناه انا ارى سامح يقف على قدميه مرة ثانية موكدا انه كان يجهز بيت الزوجية للزواج فى شهر ابريل القادم رفضت والدته التحدث وظلت تبكى فى صمت بجوار نجلها داعية له باتمام الشفاء . كان عاديا جدا أراد أن يحيا بحرية وكرامة وان يطمئن على مستقبله حينما يكبر ليشعر بالانتماء اتجاه هذا الوطن ويعيد له كرامته, خرج ليعيش انسانا حرا له كرامة وليس مجرد شخص يحمل ورقة يطلق عليها شهادة ميلاد, فشاء قدره ان يصاب بطلق نارى بالقدم, هو المصاب وليد احمد ابن مركز الحوامدية طالب بالصف الثالث الاعدادى اصيب وهو يهتف ضد الظلم والتعذيب والقهر, التقت الوفد المصاب ولم يكن حورانا معها كأى حوار فالمصاب فى عمر الزهور لم يتخط ال15 عاما بدأت الأم الحديث عنه بتنهيدة حارة واسترسلت فى الحديث عن نجلها قائلة رفضت نهائيا ان يذهب لميدان التحرير لكنه غافلنى وذهب بمفرده الى الميدان لمشاهدة الاحداث وفى مساء يوم السبت تلقيت اتصالا يؤكد اصابة نجلى برصاصة غادرة بالبطن تبكى الأم بحرقة على حال نجلها وتضيف ابنى هادئ ومحبوب من الجميع كما انه مطيع لوالديه لكنه ما إن يعلم باشتعال احداث جديدة بالتحرير الا ويستعطفنى للتوجه الى الميدان ولكنه فى النهاية اصيب برصاصة طائشة ادعو الله ان يتم عليه الشفاء خاصة أنه ابنى الوحيد. شاهد الفيديو