"سيبولي فكة معاملاتكم البنكية أنا عايزها نفيد بيها البلد" بهذه الكلمات أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن "مبادرة الفكة" الجديدة بعد مبادرات "تحيا مصر"، و "صبح على مصر بجنية" في كلمته بافتتاح مشروع بشاير الخير بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية. استقبل نشطاء الشبكات الاجتماعية فكرة المبادرة الجديد بالسخرية التي يُطالب فيها المواطنين بترك مبالغ ضئيلة أي ما يُعادل قروش من معاملاتهم البنكية لصالح المشاريع القومية، في حين أثني عليها خبراء الاقتصاد باعتبارها بداية جيدة لإقامة مشاريع قومية صغيرة. يقول خبير الاقتصاد الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية، إن "مبادرة الفكة" ليس لها علاقة باقتصاد مصر، هي فقط تخدم البُعد الاجتماعي إذ تم تفعيلها بالشكل الصحيح. وأكد عبده، في تصريح خاص لصحيفة "الوفد"، أن المبادرة سوف تُجني بثمارها، إذا وضعت لها المعايير السليمة لتفعليها، مشيرا إلى أنها خطوة ايجابية لحل مشاكل العشوائيات، ومساعدة الفقراء محدودي الدخل. وتابع عبده هذه المبادرة التي قوبلت بالسخرية من جانب نشطاء الشبكات الاجتماعية، بإمكانها أن تصون كرامة الأسر المصرية قاطني المناطق النائية والقري والنجوع، والتي تُعاني من الفقر والجهل والمرض، كما أنها سترفع المعاناة عن كاهل الفقراء والمعيلات والأرامل، وتفك كرب الغارمين. وأوضح عبده أن الجنية أو الخمسين قرشا لن تفرق مع المواطن العادي شيئا في حين أنها ستحل مشاكل أسر عديدة، لافتا إلى أن المشاركة في المبادرة واجب وطني واستشهد عبده بنموذج السعودية، التي نجحت في جمع ما يقارب من 48 مليار ريال خلال ال6 سنوات الماضية من "مبادرة الفكة" عن طريق المحلات الغذائية والتجارية الكبرى بشكل اختياري للمستهلك. واقترح عبده سيناريو ل"مبادرة الفكة" الجديدة، بأن يتم توزيع استمارة موحدة على كل البنوك، ليتم اعطاؤها للعميل للتوقيع عليها بأنه يسمح بخصم القروش المتبقية من المبلغ الذي قام بصرفه. وأكد عبده أن هذه الطريقة تساعد في عملية المراجعة، بالإضافة إلى تسهيل فتح حساب بنكي بالمبالغ التي يتم جمعها من عملاء البنوك "الفكة"، موضحًا أن التبرع لا بد أن يكون اختياري وليس اجباري. وطالب عبده بتوسيع تلك المبادرة بحيث لا تقتصر فقط على البنوك، وإنما داخل محلات السلع الغذائية الكبرى "هايبر وكارفور ومترو". وأشار الدكتور مختار شريف، خبير الاقتصاد، إلى أن "مبادرة الفكة" الجديدة التي أعلن عنها السيسي لا يمكننا أن نرسم عليها أحلام يقظة، مؤكدًا أن لن تخدم اقتصاد مصر في شئ. وأضاف أن فكرة جمع القروش النقدية من المعاملات المالية ماهي إلا عملة مساعدة تخدم مساعدات بسيطة وترفع معاناة عن كاهل أسرة فقيرة حال تم تفعيلها واستجاب لها المواطن المصري. وأكد أن المبادرة يمكن الاعتماد عليها في حل مشاكل صغيرة في القري والنجوع والأحياء الفقيرة مثل توصيل المياه وبناء الحمامات للبيوت في القرى الفقيرة، وتوصيل الغاز، وبناء مدارس حكومية داخل الأحياء الفقيرة، عمل محطات تنقية مياه للمناطق المعدومة، وبناء مستشفيات في الأحياء التي يتفشي فيها الأمراض الخبيثة، لافتًا إلى أنه لا يمكن الاعتماد عليها في بناء مشاريع قومية في محافظات مصر الكبرى.