خصص الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" مقاله اليوم، للحديث عن المناظرة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، وكيفية تناولهما لأحداث منطقة الشرق الأوسط والتي اعتبرها الكاتب بأنها أظهرت جهلهما بالمنطقة وكانت مجرد عبث وثرثرة غير مفيدة. وسخر فيسك في مقاله الذي نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية من مشاكسة كلا المرشحين ومزايدة كل منهما على الآخر بأنه الأقدر على هزيمة تنظيم "داعش" وخصوصا الاتهام الذي وجهته المرشحة كلينتون لمنافسها ترامب بأنه لا يملك خطة لهزيمة داعش، وتمنى الكاتب ألا يكون أحدا بالشرق الأوسط قد شاهد تلك المشاكسة. ورد الكاتب ساخرا على تعهد ترامب بهزيمة تنظيم داعش شر هزيمة وبأسرع وقت ممكن، قائلا: "ألم نهزمهم في العراق، واليمن، وليبيا، وسورية وحتى لبنان؟ وحافظنا على استمرار ظهور المحاربين والمقاتلين الذين سيلد تنظيم الدولة سلالة أشرس منهم". وقال الكاتب: "كان من الأجدر وضع خطط للعدالة والحرية والحفاظ على كرامة الأشخاص بالشرق الأوسط، ووضع نهاية لسياسة القصف التي أصبحت مساوية للمبادرة السياسية بالعالم العربي". وأشار فيسك في مقاله إلى غياب الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المناظرة، باستثناء إشارة عابرة من ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" موجهة إلى مؤيدي إسرائيل من الناخبين الأمريكيين. ولفت الكاتب إلى أن كلينتون زعمت أن أوباما أوقف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، ثم رد عليها ترامب بأن الشرق الأوسط كله في حالة يُرثى لها ويعاني خرابا كاملا، وأن إيران ستتحول إلى قوة عظمى قريبا، وسخر الكاتب مما قاله ترامب قائلا "وكأن إيران ليست قوة عظمى بالمنطقة حاليا". وتساءل فيسك عن الخراب الذي يتحدث عنه ترامب بالضبط: "أهو خراب المستشفيات بحلب الشرقية؟ أم خراب حقوق الإنسان في المنطقة؟ أم الخراب الذي خلفه قصف المستشفى التابع لأطباء بلا حدود في أفغانستان؟" أم خراب فلسطين التي قال إن اسمها لم يرد على لسان أي من المرشحين اللذين يخطط كل منهما لتولي رئاسة أمريكا.