"المسطرة.. والعصا.. والمدّ على الأقدام.. وحجرة الفئران.. والتذنيب.. والمقص" جميعهم وسائل يلجأ إليها المعلمون في المدارس لعقاب الطلاب أو التلاميذ عندما يرتكبون خطأ، أو حال تعثر أحدهم في قراءة الموضوعات الدراسية لحين يقوم بالقراءة السليمة. لاشك أن هذه الأساليب المتبعة في العقاب، جعلت الطالب ينفر من المدرسة، ويكره الموسم الدراسي، بخلاف أن هذه النوعية من العقاب تؤثر على صحة الفرد النفسية والجسمانية بالسلب. من بين ذلك الظلام الدامس، تظهر مدرسة تدعي "بالتيمور الابتدائية" في ولاية ميريلاند الأميركية، تتبع اسلوب مبتكر في عقاب الطلاب منحها لقب أفضل المدارس على مستوى العالم. وبحسب موقع "بورد باندا" الأمريكي، اكتشف مدير المدرسة روبرت كولمان طريقة صحية لعقاب طلبة مدرستة حال ارتكابهم أخطاء تستدعى لذلك. ولأنه يري أن العقاب ضروري لتعليم الطفل، ولكن بعيدا عن الاحتجاز أو الضرب بالعصا للحفاظ على سلامة الطالب النفسية، لجأ إلى أسلوب "التأمل" وممارسة تمارين التنفس، وذلك بالشراكة مع مؤسسة " هوليستيك لايف". ووفقا للموقع الأمريكي، يتم ارسال الطالب المخطئ إلى غرفة "التأمل" لكي يساعدوا أنفسهم على الضبط العاطفي الذاتي. تم تصميم الغرفة بشكل يساعد الطالب على الاسترخاء ويمنحه الهدوء النفسي، وجهزت بكادر مزود بالتدريب الملائم لمساعدة الطلبة في حالات التوتر والقلق. في الغرفة، يجلس الطالب مسترخيا لإداء تمارين التأمل التي تتضمن تمارين التنفس واليوجا لمدة 15 دقيقة وفيها يمكنهم التحدث مع أحد مخططي البرنامج، باعتبار أن هذه الطرق تساعد التلاميذ على التخلص من الضغوطات النفسية التي كانت سببا وراء سلوكهم الخاطئ. ويوضح كولمان مدير المدرسة، أن هذه الطريقة تشجع الطالب بالتوقف عن ارتكاب أي خطأ، وتوجهه نحو الصواب، كما يزيد من تركيزهم لرفع مستوي تحصيلهم الدراسي، وتحسين قدراتهم الابداعية لديهم، بدلا من توبيخه أو معاقبته بالضرب المبرح الذي يجعل الطفل أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية، أخطرها التبول اللا ارادي، والاكتئاب، والقلق، والعصبية، وقلة الثقة بالنفس.