واحد ممن رفعوا اسم مصر عاليًا، فوق أعلى قمة جبال في العالم "إفريست"، مستغرقًا في ذلك أكثر من إسبوعين، قطع خلالها 111 كيلو مترًا في الجليد وسط المخاطر، قابلًا بالتحدي والمثابرة، حتى تحقق حلمه برفع علم مصر في القطب الجنوبي عام 2015، كأول مصري وأصغر عربي ينجح في الوصول إلى قمة الجبل. هو المغامر المصري "عمر سمرة" الذي تم تعيينه، أمس الأحد، سفيرًا للنوايا الحسنة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مصر، لدعم حماية البيئة وتمكين الشباب، والعمل على مساندة أهداف التنمية المستدامة، وهي خطة من سبعة عشر هدفًا ترسم المستقبل في الخمسة عشر عامًا المقبلة. يُعرف عن "سمرة" شغفه تجاه العمل الاجتماعي، وحبه للسفر وتسلق الجبال والتعامل مع الطبيعة، حيث استطاع أن يكون أول مصري يكمل دورة "مستكشفي البطولات الأربع الكبرى"؛ وتسلق أعلى قمة في كل قارة، والتزلج إلى القطبين الجنوبي والشمالي، بالإضافة إلى تأسيسه لشركة سفر، والمشاركة في أكثر من مبادرة إنسانية للأطفال. من هو عمر سمرة؟ كانت ولادته في العاصمة البريطانية لندن عام 1978، ولكنه عشق موطنه مصر منذ صغره وسافر عقب أسابيع قليلة من ولادته إلى القاهرة، وتخرج في مدرسة الألسن وحصل عام 2000 على درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة. حصل «سمرة» على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن لإدارة الأعمال عام 2007، وفي الفترة ما بين حصوله علي البكالوريوس والماجستير عمل "عمر" في مصرف "إتش إس بي سي" فرعي لندن وهونج كونج لمدة عامين ونصف، من هنا بدأ شغفه بالمغامرة والسفر، وقام وقتها برحلة ال 370 يومًا، في أنحاء آسيا وأمريكا اللاتينية وزار نحو 14 دولة. عقب عودته من جولته استأنف "عمر" عمله في مجال الخدمات المصرفية بلندن ليبدأ بعدها بعام ونصف إتمام برنامج ماجستير إدارة الأعمال والذي انتهى منه في مارس 2007، وسجل ثاني رحلاته حول العالم عام 2007، حيث زار نحو 8 بلاد مختلفة، استغرقت رحلته تسع أسابيع ثم عاد بعدها إلي القاهرة للعمل مع شركة "أكتس" في مجال الأسهم الخاصة. في مايو 2009 أسس عمر شركة "وايلد جوانابانا" للسياحة، أول شركة سياحة شرق أوسطيه وشمال أفريقية تخلو أعمالها ورحلاتها من آثار الكربون وتتخصص في تنظيم رحلات سفر تتميز باللا تقليدية، الغرابة وروح المغامرة، وتمتلك شركته مكاتب بالقاهرة ودبي ويعيش عمر حاليًا بين البلدين. وعلى صعيد رحلات التسلق، بدأها سمرة في سن صغير، حيق تسلق أول جبل ثلجي في جبال "الألب" السويسرية وهو في ال16 من عمره، دفعته قوتها إلى الرغبة في مزيدًا من النجاح وتسلق الجبال آعالي منها جبل "إفرست"، وعقب تجربته في سويسرا، بدأ عمر التسلق علي نطاق واسع في المملكة المتحدة، الهيمالايا، جبال الألب، الأنديز، باتاغونيا والنطاقات الجبلية الأمريكية الوسطي كما شملت رحلاته اجتياز غابة "كوستاريكا" بأمريكا خلال 3 أسابيع. عام 2007 انضم عمر إلي المتسلقون: "بن ستيفنز (إنجلترا)، فيكتوريا جايمس (ويلز) وجريج مود (جنوب أفريقيا)"، من أجل التحضير لتسلق إفرست من جهته الجانوبية وكانوا جميعهم تحت قيادة المتسلق "كينتون كول" (إنجلترا)، وتدرب الفريق سويًا لمدة 18 شهرًا، وفي تلك الفترة تسلق عمر جبال الألب منفردًا وعلى نحو متسع كما سعى إلى تسلق جبل "تشو أويو"، سادس أعلى قمة في العالم. بدأت مسيرة إفرست يوم 25 مارس 2007 واستغرقت أسابيع عدة، وفي 17 مايو تحديدًا الساعة 9:49 صباحًا بتوقيت جمهورية "نيبال" أصبح عمر أول مصري وأصغر عربي يتسلق قمة "إفرست" البالغ ارتفاعها 8,850 متر، ليعرفه العالم أجمع بعدها، وتعينه الأممالمتحدة سفيرًا للنوايا الحسنة.