سيقترح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اليوم الخميس صرف 20 مليار دولار لمساعدة منطقة اليورو على تجاوز ازمة الديون خلال القمة مع الاتحاد الاوروبي، الذي ينوي من جهته طرح مسألة الانتخابات المتنازع عليها في البلاد. وقد تلقي الملفات المالية العاجلة التي ترزح اوروبا تحت اعبائها، بظلالها على نقاط الخلاف بين موسكووبروكسل اكانت الانتخابات الروسية ام ملف ايران النووي ام الثورة السورية. ويعتمد الاوروبيون على روسيا ودول ناشئة اخرى للمساهمة في الجهود الدولية الرامية خصوصا عبر صندوق النقد الدولي، الى مساعدة دول منطقة اليورو الاكثر تضررا. وخلال اللقاء الذي بدأ ظهرا مع رئيسي مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، ينوي مدفيديف ان يعد بمساهمة روسية تصل الى 20 مليار دولار حسبما قال اركادي دفوركوفيتش المستشار الخاص للرئيس الروسي للقضايا الاقتصادية. واكد من جهة اخرى عزم بلاده على صرف مبلغ قيمته 10 مليارات دولار يتم التحدث عنه منذ اسابيع. وقال دفوركوفيتش إن هذا المبلغ "مساهمة صغيرة". واضاف: "اننا مستعدون لمنح 10 مليارات دولار اضافية" شرط تمكن منطقة اليورو من تحقيق هدفها الاصلي وهو جمع حتى الف مليار يورو في صندوق الانقاذ الاوروبي. وحتى الان اضطرت منطقة اليورو الى خفض توقعاتها في هذا الخصوص. وقال دفوركوفيتش ان قرار موسكو النهائي "رهن بما يفعله صندوق النقد الدولي" لصالح منطقة اليورو و"حجم الفارق" بين هدف الالف مليار يورو والمبلغ الذي يمكن تأمينه. ولروسيا مصلحة ذاتية فورية في نهوض منطقة اليورو. وتؤدي ازمة الديون الى خفض سعر صرف اليورو في حين ان 40% من الاحتياطي الروسي من العملات الاجنبية باليورو. وامس الاربعاء تراجع سعر صرف اليورو تحت عتبة 1,30 دولار للمرة الاولى منذ يناير. وروسيا ثالث شريك تجاري لدول الاتحاد الاوروبي مع مبادلات ارتفعت ب27% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2011. ويصب ذلك في مصلحة الروس مع فائض ب67 مليار يورو خلال هذه الفترة اساسا بفضل صادرات الطاقة. وستوجه الى مدفيديف الذي وصل مساء أمس الاربعاء الى بروكسل، اسئلة حول شروط فوز الحزب الحاكم في روسيا المثير للجدل في انتخابات الرابع من ديسمبر. وبعد انتقادات وجهتها عواصم اوروبية عدة دان البرلمان الاوروبي أمس الاربعاء "التجاوزات" التي سجلت خلال الاقتراع وطلبت تنظيم "انتخابات جديدة حرة ونزيهة" في روسيا. وقال المحافظ الاستوني توني كيلمان باسم الكتلة السياسية الرئيسية في البرلمان "حتى الان ادعى المسئولون الاوروبيون" بان روسيا دولة ديمقراطية. وقللت موسكو من شأن هذه الانتقادات خصوصا على لسان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي اكد اليوم الخميس ان نتائج الانتخابات تعكس "وضع القوى في البلاد". ولا يتوقع تسجيل اي تقدم يذكر في ختام القمة حول الخلافات المتعلقة بملفي سوريا وايران.