رغم إقصاء المرشحات وتوقعات الحقوقيين ببرلمان خالٍ من التمثيل النسائي بعد نتائج المرحلة الأولى، مازالت حواء حريصة على المشاركة السياسية من خلال الاقتراع ..المتعلمة والأمية، الموظفة وربة المنزل، المسنة والشابة، كل الفئات انتظمت منذ الثامنة صباحاً بطوابير السيدات أمام اللجان الانتخابية. إلى أرواح الشهداء أماني امرأة في الخمسين من عمرها، أنيقة ومثقفة.. فهي تعمل موظفة مرموقة في إحدى مؤسسات الدولة، انتظرت دورها أمام اللجنة الانتخابية منذ تمام الثامنة صباحاً كي لا تتأخر عن عملها . تقول عن مشاركتها الانتخابية: قررت أن أشارك من أجل الحفاظ على الثورة وإجهاض محاولات سرقتها، لقد اخترت المرشح المستقل لما يشهد له الجميع من نزاهة، واخترت أيضا تحالف "الثورة مستقلة"، لأن هذا وقت الشباب ودورهم فهم من أطلقوا شرارة التغيير وهم من ضحوا بأرواحهم . نورة.. شابة أنيقة في مظرهها، لكنها أمية تكتب اسمها بالكاد، توجهت إلى لجنتها الانتخابية اليوم في تمام العاشرة صباحاً، وتقول: " كان لازم أنتخب طبعا .. يعني لا شاركت في الثورة ولا هشارك في تجربة الديموقراطية؟!!" وتضيف: " أنا اخترت المرشح المستقل النزيه وكان من السهل لنا معرفته في الدائرة لأنه أستاذ جامعي، وأملنا أن يخدم مصر كما هو متوقع منه، احنا مش عاوزين منه حاجة لينا عاوزينه يشتغل للبلد .. بعد كده اخترتهم كلهم شباب عشان يكملوا مشوار الحرية .. وده أقل واجب وتحية أقدمها لشهداء الثورة ". بدون تأثيرات خارجية بعبائتها الأنيقة وابتسامتها البشوشة، رفضت سومة ( 51 عاماً ، ربة منزل) إملاءات ابنتها الكبرى عليها ورفضت اختيار تحالف الثورة مستمرة، وقالت : إن لم أختر حسب قناعاتي فلم أدلي بصوتي؟! .. يكفي أن ابنة خالتي أحرجتني واستحلفتني بالله أن أختار ابنها المرشح، وأنا غير راضية عنه تماماً، فاخترته لأنه سيسقط وفي الإعادة سأختار المرشح الآخر . وتضيف: أنا اخترت المرشح المستقل حامل للدكتوراة في العلوم السياسية، لأني على قناعة بأن البلد لن ينصلح حالها إلا بالعلم.. وتقول: رغم أن ابنتي تعمل محررة صحفية وهي معارضة تماماً لموقف المجلس العسكري، إلا أني احب أن أدلي بشهادتي في حق الجيش وأقول أنهم كانوا منظمين جداً اليوم، وكل من يسئ إليهم يكون هو السيء حتى لو كانت ابنتي . خناقة زوجية هدى.. أم في الأربعين من عمرها جاءت لتدلي بصوتها باصطحاب ابنتها، تؤكد أنها لم تكن تنوي الانتخاب ولا تخشى الغرامة، ولكنها قامت بالتصويت عناداً في زوجها بعد افتعالها خناقة زوجية معه. توضح قائلة: سمعنا ورأينا تجاوزات الأحزاب الدينية في المرحلة الأولى جميعاً، ورأينا الجميع يلعبون على الفقراء والجهلة باسم الدين، مما اعتبرته أسرتنا تلاعبا سياسيا وقررنا مقاطعتهم في الانتخابات، إلا أنني فوجئت بزوجي عائداً أمس في الساعة العاشرة ويقول إنه إنتخبهم، فاندهشت لأن زوجي متدين معتدل ولا ينتمي لأي أحزاب. وتضيف: من هنا قامت خناقة كبرى بيننا فقررت الانتخاب واخترت شباب الثورة ليكون صوتي مقابل صوته، إننا أسرة معتدلة فكريا وثقافياً ونعرف ديننا جيداً، ومن يرد الدين فليذهب إلى المسجد ومن يرد الديموقراطية فليذهب إلى صناديق الاقتراع. هند فتاة جامعية .. على النقيض من هدى تصر على التصويت للإسلاميين قائلة أن الإعلام ظلم الإخوان والأحزاب الاسلامية كثيرا، مؤكدة أن نتيجة المرحلة الأولى لم تؤثر على اختيارها.. وأن الأحزاب الاسلامية كانت متواجدة فى الشارع منذ الثورة ويجب أن يأخذوا الفرصة هذه المرة.. وتختم : "لو لم يحققوا ما وعدونا به لن ننتخبهم مرة أخرى ".