بدأ العام الدراسي الجديد وانتهى أولياء الأمور والتلاميذ صغار وكبار استعدادتهم للمدرسة من شراء الأدوات المدرسية والشنط والكتب الدراسية، ليأتي مع العام الدراسي معاناة الطفل في كل صباح حين يحمل الشنطة المدرسية الخاصة به ويعاني مع ثقل وزنها الذي يصعب على الكبير حملها. ومع انتظام حمل تلك الحقيبة المدرسية الثقيلة بصورة منتظمة كل يوم وبهذا الحمل من كتب مدرسية وزجاجة مياه وملابس رياضية يكون لها أضرار وعواقب سلبية وخيمة على صحة الطفل وعلى العمود الفقري وعظامه. وهناك أنواع حقائب كثيرة يستخدمها الطفل أثناء ذهابه للمدرسة منها بذراع واحد فقط وهناك حقائب تكون حجمها كبير يفوق حجم الطفل وبالتالي يظل الطفل يضع بها أشياء كثيرة ليملأها دون النظر لخطورة ذلك، بجانب خطأ ارتداء الحقيبة فمنهم من يحملها على كتف واحد، فيجعل حمل الحقيبة على جانب واحد فقط للكتفين وفي كل الأحوال ثقل الحقيبة تجعله يميل للأمام وتسبب له الانحناء وتشوهات بالعمود الفقري والتواءات بالعظام خاصة للأطفال أقل من عمر ال12 عاما. ومن جانبه أكد محمد صلاح أصيل، أخصائي علاج طبيعي، أن الحقائب المدرسية بحملها الثقيل تؤثر تأثيرا سلبيًا على جسد الطفل خاصة النحيل منهم، كما تؤثر على العضلات الضعيفة وهذا التأثير يشمل عضلات الظهر حيث تتحمل ثقل اكبر من طاقتها مما يؤدي لتقلصها، ويصحبها الآم مبرحة، موضحاً أن مع تكرار حمل الحقيبة الثقيلة بصورة يومية يحدث اعوجاج في العمود الفقري. وأشار صلاح، إلى أن اعوجاج العمود الفقري يكون بطريقتين، قائلاً:"عند حمل الحقيبة على الظهر يحدث اعوجاج في العمود الفقري للأمام فيصاب بتحدب الظهر "kyphosis"، فتحدث عاهة مستديمة لو لم يتم علاجها وذلك يؤدي أيضا لصغر حجم القفص الصدري مما يضيق حركة التنفس بجانب الضغط على الرئة والقلب فتختل الدورة الدموية كاملة وذلك يؤثر سلبا على النمو والفهم والاستذكار والتركيز". واستكمل اخصائي العلاج الطبيعي، أنه عند حمل الحقيبة على احدى الكتفين يسبب ذلك اعوجاج جانبي بالعمود الفقري وذلك برد فعل عكسي على الجانب الآخر فيحدث ما يسمى scoliosis، أي يعوج العمود الفقري بشكل حرف "s"، وذلك يؤدي إلى الألم بالظهر والكتف واليدين وتشوهات بالعمود الفقري والعضلات الموازنة له، وأحيانا يتسبب أيضًا في عاهة مستديمة لو لم يتم علاجها. فيما نصح بتخفيف ثقل الحقائب على الأطفال واستخدام الحقائب ذات العجلات لتجر على الارض ولا تحمل فوق الظهر مدة طويلة. وفي نفس السياق أضاف الدكتور أحمد شعلان رئيس العلاج الطبيعي بالمركز القومي للبحوث، أن العمود الفقري يتأثر سلبا بثقل ما يحمله من وزن زائد على الظهر، وتكون عواقبه وخيمة تصل لحد التشوهات للأطفال خاصة الأقل من عمر 12 سنة لأن تكوينهم الجسماني يكون مازال في مرحلة التكوين والنمو. ونصح شعلان الأسر بأن تحافظ على كمية ما يحمله الطفل من ملتزمات مدرسية لتكون متوسطة الثقل سهلة على الطفل حملها، ويفضل أن تكون شنطة بعجل لتخفيف الحمل على الطالب فترة طويلة ولا يحتاج حملها طوال الوقت. وشدد على ضرورة أن يمارس الطفل منذ صغره التمارين الرياضية لتقوية عضلاته وحمايتها، مؤكدا أن تلك التشوهات التى تسببها ثقل الحقيبة يمكن معالجاتها.