الواقعة مريرة، وتفاصيلها مؤلمة وحزينة، تضعنا على مفترق طرق لنعرف إلى أى مدى وصل بنا الحال، وأننا نقتل أحلامنا بأيدينا، ولا توجد أى بادرة لإصلاح أوضاعنا المعكوسة، وتطبيق القانون بجدية على الجميع وعلى كل المستويات وبالسرعة والقوة المطلوبة وقبل ذلك نوفر أسباب الحياة لكل مصاب شاء حظه العاثر أن يقع ضحية سيارة مسرعة يقودها شاب طائش فى زفة عرس على الطريق السريع. وخبر هذه الحادثة يقول فى تفاصيله، إن سيارة مسرعة كانت تشارك فى زفة عرس، أطاحت بأحلام ثلاث طبيبات فى عمر الزهور ودهستهن بقسوة تحت عجلاتها ليتحولن فى لحظة إلى أشلاء على الأرض غارقة فى الدماء، والحادثة لبشاعتها وقسوتها وتفاصيلها، أبكت أهالى طنطاوالمنوفية وكل محافظات الجمهورية. أما التفاصيل فهى قاسية ومخزية، تشير إلى حجم المأساة التي نعيشها وسط أجواء الإهمال المتأصل والتقاعس القاتل واللامبالاة العتيدة. وتبدأ عندما فكرت الصديقات الثلاث والحاصلات على بكالوريوس الطب بجامعة شبين الكوم هذا العام والمقيمات فى مدن تلا وبركة السبع وطوخ دلكة بالمنوفية، والجلوس فى أحد الكافيهات المشهورة التى يرتادها معظم شباب طنطا، وبالفعل وصلت الطبيبات الثلاث للكافيه وجلسن يضحكن ويتذكرن تفاصيل مغامراتهن الدراسية فى الثانوية والكلية حتى تخرجن وحصلن على الشهادة الكبيرة، وبدأت كل طبيبة تتحدث عن أحلامها فى الحياة بعد التخرج وكيف ستكون طبيبة ناجحة تخدم المرضى وزوجة جميلة وراقية تسعد زوجها وتعلم أطفالها الحب والوطنية، الطبيبات الثلاث يستعددن للحياة بحلوها ومرها، فهذه عروس تستعد لعقد قرانها، وهذه ستقرأ فاتحتها على شاب تقدم لها، وثالثة تخطط لافتتاح عيادة «شرك» مع زملائها، وبعد ضحكات أسعدت كل من حولهن ونظرات تشع حباً وأملاً، ولقطات سيلفى أخذنها لبعضهن وكأنهن يعلمن أنها مجرد لحظات ويكن فى ذمة الله، فجأة طلبن من عامل الكافيه الحساب، الرجل نظر لهن واعتقد أن شيئاً أغضبهن بسبب السرعة فى قرار الخروج المفاجئ. خرجت الطبيبات الثلاث يحتضن بعضهن، ووقفن أمام باب الكافيه، وفجأة وبسرعة البرق كانت السيارة المجنونة على موعد لدهسهن تحت عجلاتها، شاب أهوج يقود سيارة مؤجرة فى طابور سيارات زفة عرس، تسير على الطريق السريع، فقد السيطرة على عجلة القيادة ليطيح بالطبيبات فى ضربة واحدة ويقذف بهن لمسافة ولكن الضربة كانت قاضية، وقضت عليهن جميعاً فى لحظة وأصابت شخصاً رابعاً يرقد بين الحياة والموت. باقى التفاصيل تعبر عن الإهمال الذى يضرب قطاع الإسعاف، فالإسعاف لبى نداء الواجب بعد خراب مالطا، وتصادف أن إحدى الضحايا كانت ما زالت تنبض بالحياة ولكن السيارة لا يوجد بها أنبوبة أكسجين، آه والله العظيم، ليضرب الناس كفاً بكف. الشرطة وصلت ولم تقصر واصطحبت قائد السيارة المتهم للنيابة التى قررت إيداعه المستشفى تحت الحراسة لإصابته فى ساقه. ثم يتبقى خيط الأسرة وحديث آباء وأمهات الطبيبات الثلاث وأصدقائهن، أما أسر الضحايا الثلاث فلا مطلب لهم غير القصاص ومواجهة الإهمال ولسان حالهم يقول «حسبى الله ونعم الوكيل» فى كل من قصر وأهمل حتى تسبب فى مصرع الطبيبات بهذا الشكل. أما الأصدقاء فقد تحدد حديثهم فى أخلاق وروعة وتفوق الطبيبات الثلاث وتلك إرادة الله الذى لا يحمد على مكروه سواه.. ثم نأتى للخاتمة وكلها تقرير للواقع المؤسف وما حدث عقب ذلك، فقد قرر مدير نيابة مركز طنطا التصريح بدفن جثث طبيبات المنوفية الثلاث ضحايا حادث طنطا المروع بنطاق كافيه معروف على الطريق السريع طنطا - القاهرة، وكان الحادث قد هز مشاعر أهالى طنطا خصوصاً مع تفاصيل المأساة الإنسانية، حيث خرجت الطبيبات من مدينتهن «تلا» منوفية للاحتفال بالعيد فى كافيه بطنطا وأخذن صوراً سيلفى لتسجيل اللحظة والذكرى الجميلة ولكنهن لم يدركن أنهن سيكن فى ذمة الله بعد لحظات قليلة وأنهن سيلقين مصرعهن وهن فى أحضان بعضهن كما عشن أصدقاء فى الثانوى وكلية الطب بشبين الكوم. وكان اللواء حسام خليفة، مدير أمن الغربية، قد تلقى بلاغاً باصطدام سيارة ملاكى ببعض رواد كافيه بالطريق السريع مما أسفر عن سقوط ضحايا بسبب السرعة الجنونية واختلال عجلة القيادة من يد السائق. وانتقل اللواء طارق أبو الذهب مدير مرور الغربية والعقيد عبدالحميد خميس، رئيس مباحث المرور، والرائد أحمد الحجار، رئيس مباحث قسم ثان وسيارات الإسعاف، وتم نقل الجثث للمستشفى وإعادة حركة المرور لطبيعتها بعد توقف استمر ثلث ساعة. وتبين أن الحادث أسفر عن مصرع 3 صديقات بكلية الطب وتتراوح أعمارهن من 18 إلى 19 عاماً وهن روضة السقا وشروق أبوالعزم وأسماء عبده، بكلية الطب بشبين الكوم.