"الطموح كنز لا يفنى فلا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً، فكن طموحاً وانظر إلى المعالي".. بهذه الكلمات وغيرها من كلمات التشجيع، تبدأ الأسر المصرية ترديدها لأبنائهم مع بداية العام الدراسي الجديد، كل عام من أجل أن يبذلوا الجهد في فترة الدراسة للالتحاق بالثانوية العامة أو كليات القمة. ومع بدء العام الدراسي تحرص الأسر المصرية على توفير الزي المدرسي والكتب المدرسية والأدوات المدرسية من أقلام وكشاكيل وخلافه، ولكن يغفل البعض بقصد أو بدون قصد عن تجهيز الأبناء نفسيًا لاستقبال العام الدراسي الجديد. وفي هذا الصدد أجرت "بوابة الوفد" حوارًا، مع الدكتورة زينب المهدي، معالج نفسي واستشاري أسري، للتعرف علي أهمية إعداد الطلاب نفسيًا قبل بدء العام الدراسي. وقالت الدكتورة زينب المهدي، إنه مع اقتراب بدء العام الدراسي نجد الطلاب وخاصة الأطفال في المرحلة الابتدائية يتحدثون عن الكراهية للدراسة والمذاكرة، مشيرة إلى أن هذا يرجع إلى عدد من العوامل منها الاستيقاظ مبكراً وارتداء الزي المدرسي والارتباط بمواعيد محددة للمذاكرة كل يوم، والتي تصل لساعات والابتعاد عن جهاز الكمبيوتر المفضل لديهم. وأضافت المهدي أنه يجب علي الأسرة تنظيم الوقت قبل بدء الدراسة لتصبح عادته هي الاستيقاظ مبكراً، وتنظيم جدول اليوم قبل وبعد المدرسة حتي لا يمل الطفل من إجباره على الدروس والمذاكرة، قائلة: "يُفضل أن تجعلي طفلك يستمتع بوقته بأيام الإجازة التى تسبق الدراسة حتى تفرغ الطاقة السلبية بداخله ويستقبل الدراسة بطاقة إيجابية وشحنة ممتازة يستطيع من خلالها استغلال الوقت في المذاكرة". وأشارت المعالجة النفسية، إلى أن أهمية تعاون الأم مع طفلها بشكل إيجابي، مؤكدة أن على الأم مساعدة أبنائها إذا احتاجوا منها ذلك بصدر رحب مع تجنب التعامل معهم بأسلوب عنيف متمثل في العصبية والضرب حتى لايربط الطفل بين المذاكرة والضرب أو الإيذاء النفسي وتنمية قدرة القراءة لدى الطفل لتسهيل مهمة المذاكرة عليه. وشددت على عدم إجبار الطفل على المذاكرة في أي وقت، أو قضاء ساعات طويلة في المذاكرة حتى لا يمل منها، لافتة إلى أهمية إعطاء الطفل المحفزات بعد الانتهاء من المذاكرة حتى يشعر بالتقدير ويتحمس للاجتهاد في المواد الأخرى وهذا ما يخص التجهيز للمدرسة والتشجيع على المذاكرة مع الأطفال. وأوضحت المهدي أن طلاب المرحلة الإعدادية عليهم ضغوط كثيرة لأنها المرحلة التي تسبق الثانوية أي مرحلة تحديد المصير حيث أنه لابد من أن الأباء والأمهات يلتزموا بعدد من الخطوات منها احتضان المراهق بشكل لا يوجد به تفريط ولا إفراط، ومناقشة المراهق في مستقبله وكل ما يستطيع أن يحققه فيما بعد، وعدم التحقير من قدرات ابنهم لأن ذلك الشئ سوف يجعله كاره للمدرسة بشكل كبير لأنها مصدر إهانته والتحقير من قدرته. وتابعت قائلة: "على الأب أن يبتعد تمامًا عن أسلوب التهديد والمتمثل في تلك الجملة "لو مجبتش درجات كويسة هبهدلك"، تلك الكلمات تؤثر على نفسية الطالب بالسلب لأن الطالب في المقام الأول إنسان". وقالت: "على الطلاب أن يخلصوا النية لله- تعالى- وجعل طلب العلم عبادة، وعليه تذكر دائماً أن التوفيق من الله تعالى والأسباب من الإنسان، فثق بتوفيق الله وابذل الأسباب، ثق في أهمية العلم وتعلمه احذر رفقة السوء وقَتلة الوقت".