حالة من الترقب تنتاب الآلاف من أولياء الأمور بمحافظة الشرقية، بشأن وعود وزير التربية والتعليم ووكيل وزارته بالمحافظة، وإنهاء استعداداتهم لبداية العام الدراسى الجديد، خاصة أن هناك العديد من المدارس مترامية الأطراف تقع فى قرى حدودية مع محافظات مجاورة، حالها لا يسر عدوًا ولا حبيبًا. مدرسة أبوخليل للتعليم الأساسى بقرية سوادة مركز فاقوس، أحد نماذج المدارس المعرشة بالسدة والخشب، والتى عانت مرارًا من تجاهل المسئولين وزيارتهم المعروفة، حيث تشكو المدرسة من عدم أدراجها فى أجندة اهتمامات محافظ الإقليم. رجب باز من أبناء القرية وولى أمر أحد طلابها، يقول ل«الوفد» المدرسة أنشئت عام 1998 بالجهود الذاتية وانضمت للأبنية التعليمية عام 2000، حيث إن سقف المدرسة شُيد بالسدة والخشب والعروق، وما زال على حاله حتى الآن، وكثيرًا ما يعرض الطلاب إلى تساقط مياه الأمطار فوق رؤوسهم بسب تهالك سقفها الخشبى، وهو ما دفعهم إلى رفع أسقف المدرسة بالحديد حتى لا تتساقط العروق الخشبية فوق التلاميذ. وعن مدرسة شرارة الابتدائية التابعة لإدارة الحسينية التعليمية، مازالت خارج حسابات المسئولين فجدرانها بالطوب اللبن وسقفها بالسدة وألواح الخشب وقش الأرز، وهناك صراع دائر منذ 20 عاماً بين هيئة الأبنية التعليمية وهيئة الأوقاف المصرية على جدية إعادة بناء المدرسة وتأهيلها كى تصبح بيئة تعليمية مناسبة، هذه الحقيقة تؤرق أولياء أمور التلاميذ ومنهم مجدى البقرى الذى أكد أن مدرسة شرارة تم بناؤها بالجهود الذاتية من أهالى القرية التى حملت المدرسة أسمها منذ عام 1978 والبالغ تعددها 7 آلاف نسمة، مشيرًا إلى أن أرض المدرسة مساحتها تبلغ 1650 مترًا تتبع هيئة الأوقاف المصرية وهناك نزاع مستمر منذ ذلك الوقت بينها وبين هيئة الأبنية التعليمية على سعر متر الأرض. وتابع: «المدرسة تم بناؤها فى بادئ الأمر بنظام التأجير من هيئة الأبنية التعليمة لصالح وزارة التربية والتعليم، وتم تشييدها بالجهود الذاتية من أهالى القرية بالطوب اللبن المعروش بقش الأرز والبوص حتى وقع زلزال 1992 الذى ساهم فى انهيارها، وقام مجلس مدينة الحسينية بالاستعانة بعدد من الأكشاك والخيام كفصول دراسية وذلك لاستمرار العملية التعليمية للتلاميذ، وتم بناء 5 فصول بالطوب اللبن والسقف المسلح. وأشار محمد إسماعيل على (بالمعاش)، المشكلة تكمن فى اعتراض وزارة التربية والتعليم على إعادة بناء المدرسة لأنها مؤجرة من الغير (تابعة لهيئة الأوقاف المصرية)، وإن عملية البناء لابد أن تتم على أرض تابعة للوزارة أو صادر لها قرار تخصيص كتبرع من الأهالى، لافتاً بأنهم ناشدوا مرارًا وتكرارًا هيئة الأبنية التعليمية لحثها على شراء الأرض، وإنها وافقت على المبدأ ولكنها رفضت سعر المتر المحدد من قبل هيئة الأوقاف البالغ وقتها 700 جنيه للمتر انخفض عقب ذلك إلى 350 جنيهًا، لكن هيئة الأبنية التعليمية رفضت السعر وأعلنت صراحة بأنها لن تدفع أكثر من 150 جنيهًا للمتر وبفارق 200 جنيه، الأمر الذى أدى إلى دخول موضوع المدرسة فى نفق مظلم. وعن مدرسة الزهراء التابعة لإدارة فاقوس التعليمية، يقول البطل النجار أحد الأهالى، إن المدرسة تم إنشاؤها بالجهود الذاتية ومعروشة بالخشب والبوص، وهى مؤجرة من أحد الأشخاص بإيجار زهيد يبلغ 30 جنيهاً فى العام، وصدر لها قرار تخصيص عام 1990 حتى الآن ما زالت تشتكى أمرها من تجاهل المسئولين والروتين الذى قد يصيبها بكارثة مدوية عقب استقبال قرابة 250 طالباً فى بداية العام الدراسى فى فصول مكدسة بالطلاب وتفتقر لأى من اشتراطات السلامة والأمن على الطلاب، حيث تتحول هذه الفصول فى فصل الشتاء ومع نزول الأمطار إلى برك طينية.