تساءلت صحيفة (تليجراف) البريطانية عن الأسباب التى جعلت الدول العربية التى تحكم بأنظمة ملكية مثل دول الخليج والأردن، تنجح إلى حد ما فى مواجهة الانتفاضات الشعبية التى شهدتها تلك البلدان. وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب "كون كوهلين" الذى التقى بملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة" إن المرونة والاحتواء، التى أبدتها الأنظمة الملكية فى مواجهة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ربما تكون أحد الأسباب الرئيسية لتهدئة الأوضاع . وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الوقت الذى سقطت فيه الأنظمة الاستبدادية فى البلدان العربية مثل مصر وتونس واليمن وليبيا، وربما سوريا، تحت ضغط الشارع، واستسلام الحكومات لمطالب النشطاء المؤيدين للديمقراطية, لم تفلح الاحتجاجات المماثلة ضد الأنظمة الملكية في البحرين والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت. وأوضحت الصحيفة أن البحرين شهدت احتجاجات عنيفة فى ميدان دوار اللؤلؤة – فيما عرف بثورة اللؤلؤة- وسقط أكثر من 35 قتيلا فضلا عن ارتكاب الحكومة لعمليات قمع وانتهاك لحقوق الإنسان، إلا أن الأمور هدأت ولم تصل إلى ما وصلت إليه فى تونس أو مصر او ليبيا. ورأى الكاتب أنه رغم الانتقادات العالمية للبحرين، فإن الملك "حمد" بدا وكأنه يتعامل ببراعة مع مطالب المتظاهرين، من خلال مبادرته الشخصية بتشكيل لجنة مستقلة للنظر في أسباب الاضطرابات وعندما وجد بعض الأشخاص قد تجاوزوا الحدود وارتكبوا مخالفات، تصرف معهم وفقا لما رآه مناسبا على حد حديثه مع الكاتب. وأشار الكاتب إلى أن الملك "حمد" أكد خلال لقائه مع "ديفيد كاميرون" رئيس وزراء بريطانيا فى لندن أمس الإثنين، أنه تعهد بتحقيق عدد من الإصلاحات، كما أنه دعا عدد من المعارضين السياسين فى البحرين للمشاركة فى عملية المصالحة الوطنية. وقال "حمد" فى حديثه للكاتب البريطانى إنه "لا يمكن أن تتركهم بعيدا عن خيمتك، بل يجب أن تحضرهم إلى خيمتك – يقصد المعارضين". وأضاف " هذه هى الروعة فى الأنظمة الملكية ، فنحن دائما نجد الوسيلة التى نتغلب بها على خلافاتنا".