صدر مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة الطبعة العربية من كتاب "الحب في فكر سورن كيركجور" من إعداد شانتال آن وترجمة محمد رفعت عواد. وقد ولد سورن كيركجور أبو الوجودية في كوبنهاجن بالدانمارك عام 1813م ويعتبره النقاد الرائد الأول للوجودية، لكنه يعتبر مؤسس الوجودية المؤمنة، فهو واحد من أهم الفلاسفة واللاهوتيين في عصرنا الحاضر، كما تصدى للمحاولات التي تهدف إلى خلق مذاهب ميتافيزيقية تجريدية، فهو أيضًا مفكر ديني ذو اهتمامات فلسفية، كما أراد أن يثبت عدم جدوى الحياة بدون إيمان. وقد عاش وحيدًا ومات وحيدًا، وأراد أن يظل بعد وفاته، مثلما كان في حياته، لغزًا يستعصي على الفهم. ألف كيركجور مجموعة من المؤلفات التي صدرت بأسماء مستعارة، وهي المؤلفات التي أطلق عليها " المؤلفات الجمالية " ثم " المؤلفات الفلسفية"، وتقع وسطًا بين المجموعة الجمالية والمجموعة الدينية، التي صدرت باسم كيركجور الصريح؛ خلافًا للمجموعتين الأوليين. ركزت المؤلفة في هذا المبحث على موضوع الحب في أفكار كيركجور، الذي عبر عنه من وجهة نظر أخلاقية، وبأسلوب يتميز بالاتزان والهدوء. فقد بذل قصارى جهده في أن يستوفي الموضوع، فالحب يظهر كاصطلاح عادي، يشغل حيزًا مركزيًا بين أشياء أخرى بصورة متكررة، مع اختيار اصطلاحات مميزة توجد في العمل الفني في مجموعه، وهناك كذلك نقاط التقاء خاصة في جميع المؤلفات التي تحمل أسماء مستعارة، وتلك التي بتوقيع كيركجور. وفي تخيل كيركجور ذي الطابع الشخصي، يزعم أن "ليس لدى الرب سوى عاطفة واحدة..أن يكون محبوبًا"؛ وقد أعجبه ذلك وارتضاه أن يتدبر بصورة وجودية مع البشر والأنماط المختلفة التي يمكن عن طريقها معايشة الحب والتمعن في دراسة ما يمكن حبه.