فتوى الإفتاء بجواز مشاركة غير المسلم في الأضاحي تثير الجدل

الأضحية هى شريعة الله في عيد الأضحى المبارك وسنة مؤكدة يتهافت عليها المسلمون دائمًا وينتظرها الفقراء كل عام، ومن المفاهيم المعروفة عند أغلب المسلمين أن الأضحية تقتصر على المسلمين فقط ولكن أصدرت دار الافتاء اليوم بيانا ينص على جواز إشراك غير المسلم في الأضحية سواء كان غير المضحى يريد قرابة أخرى أو يريد اللحم فقط.
وتعليقا على هذه الفتوى، تباينت أراء عدد من علماء الدين، حول مدى صحة هذه الفتوى، تاركين الأمر إلى دار الافتاء فهى الجهة الوحيدة المنوطة بإصدار مثل هذه الفتاوى وتتحمل وزر ماتصدره، مشيرين إلى أنه يجوز إعطاء غير المسلم من أضحية العيد.
أوضح الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أنه لا يجوز إشراك أهل الكتاب في الأضحية فالأضحية سنة مؤكدة للمسلم إذا كان قادرا وتسقط عنه إن لم يكن قادرا متسائلا: "كيف لغير المسلم أن يشترك بها والله أخصها على المسلمين فقط".
وأضاف الأطرش فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن من أجاز إشراك أهل الكتاب في الأضحية هو الإمام أبو حنيفة فقط وذلك في حالة إذا أراد مقربة أو لحم أماما دون ذلك فليس من السنة، لافتا إلى أنه يجوز إعطاء أهل الكتاب من الأضحية على سبيل الهدية وذلك من الثلث المخصص للهدايا.
واستدل رئيس لجنة الفتوى الأسبق، على اقتصار الأضحية على المسلمين فقط، بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم حينما قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول اللّه ما هذه الأضاحي قال: (سنة أبيكم إبراهيم) قالوا: فما لنا فيها ؟ قال: (بكل شعرة حسنة) قالوا: فالصوف ؟ قال: (بكل شعرة من الصوف حسنة).
وأشار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أنه لا بأس من إشراك غير المسلم فى الأضحية فليس هناك حديث أو نص قرأنى يحرم ذلك.
وأوضح كريمة، أن دار الأفتاء تعد مصدرا للثقة وهى الجهة الوحيدة المنوطة بإصدار مثل هذه الفتاوى وطالما هى أجازت إشراك غير المسلم بالأضحية فهو جائز.
وعن مدى صحة إعطاء غير المسلم من الذبائح أوضح أستاذ الفقة المقارن، أن هذا الأمر جائز بنسبة مئة بالمئة ولا يوجد ما يمنع من إعطاء أهل الكتاب جزءا من الأضاحى
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه من غير الصحيح إشراك أهل الكتاب فى الأضحية مؤكدًا أن الأضحية للمسلمين فقط واستدل على ذلك بقوله تعالى "فصل لربك وانحر".
وأضاف هاشم، أنه على الرغم من ذلك فلابد الأخذ بالفتوى طالما صدرت من دار الافتاء، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك شخصا لا يعلم بشروط الأضحية، وأخذ بهذه الفتوى فدار الافتاء هى المتحملة الأساسية لهذا الذنب مضيفا حيث الرسول صلي الله عليه وسلم "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار".