اشتعلت مؤخرًا أزمة الأنابيب في الشارع المصري، لتلحق بأزمة السكر وتغطى على الألبان لتستمر موجة الغلاء وإهدار حقوق الفقراء وزيادة الضغط عليهم وحرمانهم من العيش الأدمى. فى مشهد مؤسف يقف عشرات المواطنين من الصغار والكبار والنساء فى طوابير انتظارًا لحصولهم على إسطوانة غاز لقضاء احتياجتهم اليومية، ويبدو على وجوههم الإرهاق والتعب من الوقوف لساعات طويلة أمام مستودع الأنابيب بمنطقة المريوطية- فيصل بمحافظة الجيزة بعد أن اختفت من الأسواق بالسعر الطبيعى الذى لم يتخط 15جنيهًا. طوابير من البشر، سيدات تحمل أطفالاً على ايديهن، ورجالاً يظهر على ملامحهم معاناة الحياة التى يعيشونها، يقفون أمام مستودعات الغاز للحصول على إسطوانة لعدم قدرتهم على شرائها من السوق السوداء.. هذا ما رصدته كاميرا الوفد خلال تجولها بمستودعات الغاز بمنطقة فيصل. "أجيب منين 80 جنيها علشان اشترى إنبوبة هأكل عيالى إزاى؟؟.. واقف من الساعة 3 بالليل علشان أقدر أخد إنبوبة من المستودع.. أعيش ازاى؟؟" كلمات تطايرت من فم رجل يبلغ من العمر 77 عامًا، وسط غياب المسئولين والرقابة وإهمال دورهم الرئيسي لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين. "ما يرضيش ربنا أنا عاملة عملية قلب وعندى الكبد مش هستحمل أقف في الطوابير" هكذا تحدث سيدة عجوز أمام المستودع وهى تبكى وتستغيث بعد وقوفها 10 ساعات متتالية للحصول على إنبوبة غاز . إمرأة أخرى فى العقد الثالث من عمرها تحمل راضيعًا على يديها تقف فى منتصف الطابور بين باقى السيدات المتجمعات أمام المستودع تصرخ: "سايبة عيالى فى الشارع علشان أجيب إنبوبة من المستودع لأن مفيش فلوس نجيب من السوق السودا يرضى مين ياحكومة شوفلنا حل هنجيب منين". "أنا عايز إنبوبة.. حرام عايزين إنبوبة.. حرام عليكم معاشى 200 جنيه أجيب منين 70جنيها ادفعها للأنابيب"، بهذه العبارات عبر رجل عن غضبه من عدم توافر إسطوانات الغاز وارتفاع سعرها فى السوق السوداء. وقال المواطنون إن العاملين فى المستودعات يقومون بإعطاء إسطوانات الغاز لتجار السوق السوداء بدلًا من بيعها للمواطن بالسعر المخصص لها.