49 عامًا مرت على واحدة من أشهر القمم العربية التي لا تُنسى، والتي عقدت في 29 أغسطس 1967، حيث كانت شاهدة على اجتماع القادة العرب والرؤساء لأول مرة على موقف عربي واحد، في ذلك المؤتمر الشهير، الذي عُرف بعد ذلك باسم مؤتمر «الثلاث لاءات»، أخذوا فيه قرارات تصعيدية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة. «نكسة 67» على إثر حرب 1967 التي عرفت باسم النكسة بسبب هزيمة العرب أمام القوات الإسرائيلية، دعت الدول العربية بالإجماع لعقد قمة طارئة، هي الرابعة في تاريخ الجامعة العربية، حيث عقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم، وحضرتها الدول العربية كافة عدا سوريا. كان هدف المؤتمر في البداية إعلان ثوابت عدة، اتفق عليها القادة العرب إزاء أفعال الكيان الصهيوني ضد الدول العربية، واعتبر وقتها أنه أول موقف يجمع العرب بشكل متوحد، حول سياسة معينة عُقد العزم على أن يتبعها الجميع ضد إسرائيل. «سبب التسمية» عُرفت القمة العربية الأشهر باسم «اللاءات الثلاثة»، بسبب خروج الدول العربية خلالها بثلاث «لاءات» وهي: «لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض»، مع الكيان الإسرائيلي قبل أن يعود الحق إلى أصحابه، وأعلن البيان الختامي لها التمسك بتلك المباديء الثلاثة. ويعود الفضل لتلك «اللاءات» إلى الوفد الفلسطيني الذي فرض اللأئات على المؤتمر، حيث أصبحت شعارًا لمرحلة طويلة من الصراع بين الفلسطينيين الإسرائيليين إلى أن وقع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اتفاقية «أوسلو» عام 1993، ووقعت مصر اتفاقية «كامب ديفيد» عام 1978. لم يكن قرارا العرب وقتها مجرد حبر على ورق، ولكن شكل القرار أساسًا لسياسات الحكومات العربية المجتمعة تجاه إسرائيل حتى حرب أكتوبر عام 1973، بعدما قرر المجتمعون عدم التعامل مع إسرائيل على أنها دولة، ومد حالة العداء معها، وإنهاء المقاطعة النفطية العربية، ووضع حد للحرب الأهلية القائمة في شمال اليمن، والدعم الاقتصادي لمصر والأردن. «نتائج القمة الأشهر» تمثلت نتائج القمة، في قرارات وتأكيدات عدة وهي: "التأكيد على وحدة الصف العربي، ووحدة العمل المشترك، وضرورة التنسيق والقضاء على جميع الخلافات"، وتأكيد الدول العربية على موقف بلادهم من ميثاق التضامن العربي، الذي تم التوقيع عليه في مؤتمر القمة العربي الثالث في الدار البيضاء. والموافقة على ضرورة توحيد جميع الجهود للقضاء على آثار العدوان الإسرائيلي على أساس أن الأراضي المحتلة هي أراضي عربية، وأن عبء استعادة هذه الأراضي يقع على عاتق جميع الدول العربية، بالإضافة للموافقة على توحيد الجهود السياسية على الصعيد الدولي والدبلوماسي لإزالة آثار العدوان، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية التي تحتلها، على أن يتم ذلك في إطار المباديء الرئيسية التي يمكن للدول العربية الالتزام بها. وتضمن أيضاً قرار القمة، توصية وزراء المالية والاقتصاد العرب باستخدام وقف ضخ النفط كسلاح في المعركة، لأن النفط هو أهم مورد للدول العربية ومن الممكن استخدامه لتعزيز الاقتصاد في الدول المتأثرة مباشرة بالعدوان بحيث تكون هذه الدول قادرة على الصمود في المعركة، ووافق المشاركون العرب في المؤتمر على الخطة المقترحة من قبل الكويت، لإنشاء الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على أساس توصية من وزراء الاقتصاد والمالية والنفط العرب في مؤتمر بغداد. - وأكد المؤتمر على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الاستعداد العسكري لمواجهة كل الاحتمالات، والإسراع في القضاء على القواعد الأجنبية في الدول العربية. - ومن أبرز نتائج المؤتمر تقديم كل من السعودية والكويت وليبيا دعمًا ماليًا سنويًا للدول المتضررة من العدوان الإسرائيلي حيث خصص مبلغ 147 مليون جنيه استرليني إلى مصر الأردن.