قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن المياه هى التحدى الكبير الذى سيواجه مصر فيما بعد الثورة، مؤكدة أن الوضع السياسي الجديد لمصر يزيد من القلق حول مستقبلها المائي. واعتبرت الصحيفة أن الديمقراطية فى مصر يمكنها أن تضر بحصتها من مياه النيل، بعد تغير السياسات عن عهد مبارك، مضيفة أن مبارك كان يستخدم نفوذ بلاده للحصول على حصته الكاملة من المياه. وأوضحت الصحيفة أن النيل يمد المصريين بحوالي 95% من مياه الشرب والري بفضل الاتفاقات التى أبرمها الاحتلال الانجليزي مع دول المنبع مضيفة أن حماية النيل تمثل مسألة أمن وطني لدي المصريين. وأشارت الصحيفة إلى ضغط الرئيس السابق على دول المنبع من خلال جامعة الدول العربية ومحاولاته المستمرة لخنق أى تغيير من شأنه أن يخفض حصة مصر من مياه النيل. وقالت الصحيفة: إن التحول الديمقراطي فى مصر لن يغير من أهمية النيل لكنه قد يضعف قدرة مصر على التحكم فى النهر لافتة إلى ضرورة تغيير الاستراتيجيات التي كان يتبعها النظام السابق فى التعاون مع دول المنبع وزيادة التعاون مع هذه الدول. واعتبرت الصحيفة أن قدرة مصر على السيطرة على مياه النيل قد ضعفت بعد الثورة بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية فى مصر وتراجع النفوذ السياسي لها. ومضت الصحيفة تقول: إن دولة جنوب السودان المولودة حديثا تسعى هى الأخرى للحصول على نسبة من مياه النهر، مشيرة إلى خطط محتملة لجنوب السودان لبناء السدود على روافد نهر النيل الأبيض وهو ما يهدد بخفض حصة مصر من المياه. وأشارت الصحيفة إلى إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي فى شهر مارس الماضي أى بعد أقل من شهر على سقوط مبارك عن نيته لبناء سد يوفر 5250 ميجاوات من الطاقة الكهرومائية وهو ما سينعكس بالإيجاب على إثيوبيا والدول المجاورة لها. وأشارت الصحيفة إلى قدرة إثيوبيا على بناء مثل هذه السدود بفضل الدعم الخارجي لاسيما التمويل والخبرة الصينية لافتة إلى أن الآثار المترتبة على مثل هذه السدود غير واضحة إلا أن الدعم الخارجي لها هو تطور مثير للقلق بالنسبة لمصر. ودعت الجارديان الحكومة المصرية إلى التصرف بحزم وقوة في فترة تحول السلطة للحفاظ على إمداداتها عند المستويات الحالية والتخلص من الأوهام والتعامل مع الواقع.