فريضة الحج ثابتة بالكتاب والسنة وبإجماع المسلمين قاطبة إجماعًا قطعيًّا، فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر ، ومن أقر بها وتركها تهاونًا فهو على خطر، إذ كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه، وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه؟! كيف يبخل بالمال على نفسه ودينه فى أداء هذه الفريضة، وهو ينفق الكثير من ماله فيما تهواه نفسه، وكيف يبخل بنفسه عن التعب فى الحج، وهو يرهق نفسه بالتعب فى أمور دنياه الفانية؟! وكيف يتثاقل عن فريضة الحج، وهو لا يجب فى العمر سوى مرة واحدة، وكيف يتراخى ويؤخر أداءه، وهو لا يدرى لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه؟ واعلم أيها المسلم أن الحج واجب من جهة ومستحب من جهة أخرى، فهو واجب على المسلم فى العمر مرة، وأما من حج فريضته فإنه يكون سنة فى حقه للأحاديث الواردة فى فضله، وفيما يناله الحاج من جزاء عند الله تعالى إذا أخلص النية لله عز وجل وأدى حجه على وفق ما جاء به الرسول الأمين (صلوات الله وسلامه عليه) ، وهذان شرطان لا بد منهما فى قبول العمل، والشرط الأول: هو أن يكون خالصًا لله عز وجل ، والشرط الآخر: أن يكون صوابًا، أي : موافقًا لهدى النبى ، وهذا هو معنى قوله عز وجل لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (الملك: 2) وقال ذلك غير واحد من السلف رضوان الله عليهم.