حفيد فنان الشعب سيد درويش: 75٪ من أعمال جدي لم تظهر للنور

لا يوجد بلد فى العالم لم يتنكر لرموزه كما نتنكر نحن، ولعل أبرز مثال على هذا تجاهل أعمال فنان الشعب سيد درويش الذى كان صاحب الثورة التلحينية الأولى ومؤسس مدرسة التجديد، وليس التجاهل لبيته فحسب الذى على الدولة أن تجعله مزاراً عالمياً، كما يفعل العالم مع بيوت رموز موسيقاه أمثال بتهوفن وباخ وموتسارت وغيرهم، بل وصل التجاهل إلى تدمير تراثه، وحجبه عن آذان المستمعين، والحيلولة دون ظهوره، فقد كشف محمد حسن سيد درويش حفيد فنان الشعب أنه يمتلك مسرحيات غنائية كاملة لجده لم يسمع أحد ألحانها تتضمن 475 لحناً، وما قد ظهر للناس من ألحان سيد درويش لا يتعدى 25 لحناً، ومن المسرحيات الغنائية هذه التى لم تظهر أغانيها للنور مسرحية «راحت عليك» و«فشر» و«كله من ده» و«الطاحونة الحمراء» و«كليوباترا» و«الهلال» و«الانتخابات» و«لامؤاخذة» و«هدى» و«كلها يومين» و«لسه» و«الهوارى» و«يا عزيزى».
يقول حفيد فنان الشعب: نحن نحتاج لمؤازرة الدولة، فلقد ذهبنا يوماً إلى أحد وزراء الثقافة السابقين ليدعمنا، فقال: أنتم تتبعون وزارة التضامن الاجتماعى بصفتكم جمعية، ولا تتبعون وزارة الثقافة، فأى مهزلة فى ذلك وتراث جدى سيد درويش معظمه لم ير النور، وأى جدوى للثقافة إذا لم تدعم مشروعاً ثقافياً حضارياً كهذا.
وأضاف حفيد فنان الشعب أن جميع أغنيات سيد درويش التى لم تظهر وبحوزته، قد تم كتابتها بالنوتة الموسيقية لتكون موثقة.
وأضاف الحفيد أنهم يفرحون بكبار الموسيقيين الذين سجلوا تاريخ الأغنية من بعد سيد درويش بحروف من نور، لأنهم جميعاً قد نهلوا من معين سيد درويش، وأضاف الحفيد أن عدد المسرحيات التى ظهرت للنور لفنان الشعب فقط ثلاث مسرحيات هى: «الباروكة» و«العشرة الطيبة» و«شهرزاد».
وقال الحفيد إن عدم الاهتمام برموز الفن بشكل جاد وحقيقى يأتى فى صالح دعم مشروعات الفساد الغنائى التى تسير من مهلكة إلى مهالك.
وأضاف الحفيد أنه لولا دور جمعية سيد درويش التى تتخذ من «أتيليه» القاهرة بوسط البلد مقراً لها لإحياء ومواصلة تقديم فن سيد درويش لتعرض فن فنان الشعب للانقراض، خاصة أن الدولة من ناحية تتجاهله ولا تحتفى به بالقدر الذى يليق بمكانته، والجماهير فى حالة انتكاسة فنية مستمرة، والأحداث السياسية والحالة الاقتصادية تؤثر أيضاً فى تردى وفى صعوبة وصول الفن الجاد للجماهير، وهنا فى مقر الجمعية بالأتيليه نقوم بتدريب الأصوات الجديدة الجميلة التى ترغب فى غناء أعمال سيد درويش، واستطعنا تكوين كورال وسوليست يحفظ أغانى درويش ويسعد بها الذين يحضرون إلى مقر الأتيليه، وكذلك الجمهور الذى نقابله فى الحفلات التى نقيمها ما بين وقت وآخر، وشدد الحفيد على دور وزارة الثقافة التى عليها دعم فن سيد درويش الذى نقل الأغنية من تجمدها التركى إلى روح مصرية خالصة.