" الضحية لا ينسى ابدا الجانى"، مقولة هولندية تنطبق بقوة الآن على حالة الدولة، والتى اعلنت اعتذارها رسميا عن مذبحة ارتكبتها القوات الهولندية قبل 64 عاما فى احدى قرى جاكرتا، عندما كانت هولندا تستعمر إندونيسيا . فبجانب اعتذار وزير الخارجية يورى روزنتال، سيقدم ايضا السفير الهولندى فى إندونيسيا اعتذارا رسميا لاهالى الضحايا هناك، ابان احياء ذكرى المذبحة بجانب جدارية النصب التذكارى بقرية جاوا فى اطراف جاكرتا يوم 9 الجارى . ويرجع تاريخ المذبحة الى عام 1947، عندما اطلقت قوات المستعمر الهولندى النيران على مئات من رجال قرية جاوا وقتلتهم، لقمع عمليات التمرد ومقاومة الاحتلال، بين الضحايا عدد من المساجين والمعتقلين، حاولوا الفرار من السجون التى فرضها عليهم المستعمر . وقد سبق الاعتذار الهولندى صفا طويلا من القضايا والدعاوى القانونية، التى اقامتها ارامل وابناء الضحايا ضد الحكومة الهولندية للمطالبة بالتعويضات، حتى نجح 7 من الارامل الحصول على حكم بالتعويض فى سبتمبر الماضى وبمسئولية هولندا عن المذبحة، وهو الحكم الذى قررت حكومة هولندا الطعن فيه يوم 14 الجارى . غير ان ضغوطا شعبية وسياسية بالبلاد، يتم ممارستها على الحكومة للتراجع عن الطعن فى حكم التعويض، وتسوية القضية بصورة ودية، وتقديم التعويضات المطلوبة، حفاظا على العلاقات الاندونيسية الهولندية، وتخليص هولندا من عار المستعمر الدموى .