تابعت من شرفة الصحافة بمجلس الشعب مهام أربعة رؤساء وزراء، الدكتور عاطف صدقى تولى ملف الإصلاح الاقتصادى فأضاع الإصلاح السياسى، وحاول من بعده الدكتور كمال الجنزورى إقامة مشروعات كبرى ففشلت، وجاء الدكتور عاطف عبيد لانقاذ ما يمكن إنقاذه فباع القطاع العام، وتفرغ الدكتور أحمد نظيف لعملية توريث الحكم فسقط النظام! تشكيل الوزارات فى مصر يشبه عملية الولادة المتعثرة، فى فترة حكم النظام السابق لم يكن أحد يتوقع متى تقال الحكومة وكيف تشكل الأخرى، ولا أحد يعرف كيف جاء الوزير ولماذا خرج! كان «مبارك» عنيداً الى أقصى درجة، إذا طالبت المعارضة والصحافة بإجراء تغيير وزارى يعند ثم يفاجئا بتغيير محدود بعد أن نكون قد نسينا الموضوع، وشجع أسلوب مبارك الكثيرين على التطلع الى منصب الوزير للاستفادة من طول فترة البقاء فى المنصب والذى استغله البعض فى النهب وظهرت خلال هذه المرحلة شخصية «عبده مشتاق» الذى كان يجلس الى جوار التليفون بالأيام فى انتظار استدعاء من رئيس الوزراء المكلف، وحقق بعض المشتاقين حلمهم وفشل آخرون. وعرفنا وزير الصدفة الذى عثر عليه الدكتور عاطف صدقى يشمشم على أخبار الوزارة الجديدة فى مجلس الوزراء وعرض عليه وزارة لها صلة بأبنائنا فى الخارج فقبلها غير مصدق نفسه،وقيل انه دخل فى نوبة ضحك هيستيرى لم يتخلص منها حتى فاق على تغيير وزارى خرج فيه!! كما توجه عضو مجلس شورى سابق الى رئاسة الجمهورية خلال تعديل وزارى آخر، وطلب من الحرس السماح له بالدخول لأداء اليمين الدستورية أمام الرئيس، وعندما طلبوا منه ابراز خطاب التكليف، أخرج لهم صحيفة الأهرام، وأشار لهم على اسمه، وتبين انه ورد على سبيل الخطأ وسط أسماء الشخصيات التى استقبلها رئيس الوزراء للتشاور ولم يقع عليه الاختيار فى التشكيل النهائى. وقام كتاب الدراما بإدخال هذه المواقف فى بعض الأفلام كما حدث فى فيلم معالى الوزير الذى قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكى وجسد فيه شخصية رأفت رستم الذى أصبح وزيراً بطريق الخطأ فى حكومة عمر الحريرى بسبب تشابه الأسماء بينه وبين الدكتور رأفت رستم المرشح الأصلى للوزارة وأطلقت عليه الفنانة يسرا وصف وزير تشابه الأسماء! وبمقتضى الشفافية التى نريد أن نرسيها بعد ثورة 25يناير التى أسقطت النظام السابق وخلصتنا من مساوئه، فإننا نطالب الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء المكلف بعد أن ينتهى من التشكيل النهائى لوزارته بأن يعلن للشعب أسباب استبعاد الوزراء الحاليين الذين خرجوا من التشكيل الوزارى الجديد، والأسباب الموضوعية التى كانت وراء اختيار الوزراء الذين حلوا مكانهم، وأسباب احتفاظه بالوزراء الذين تقرر استمرارهم من الوزارة السابقة حتى يطمئن الشعب صاحب السيادة الى حكومته ويساعدها فى مهمة انقاذ السفينة التىأوشكت على الغرق، وأن يخبرنا الجنزورى بأسباب إسناد وزارة البيئة بالذات الى شخصية مسيحية منذ استحداثها حيث تناوب عليها الدكتورة فينيس كامل جودة والدكتورة نادية مكرم عبيد والدكتور ماجد جورج، وحالياً استقبل الدكتور الجنزورى الدكتور عبدالمسيح سمعان لتكليفه، بوزارة البيئة خلفاً للدكتور ماجد جورج!! الشعب فى انتظار خروج حكومة الانقاذ من المغارة لتؤدى دورها فى هذه المرحلة الدقيقة لانقاذ ما يمكن انقاذه.